تداعيات إنشاء سد -اليسو-
زهراء رياض علي الطائي | Zahraa Riyadh Ali Altaee
25/07/2020 القراءات: 4865
أُنشئ سد اليسو على نهر دجلة والذي بدأت الحكومة التركية ببنائه عام 2006م وأكملت إنشاؤه في كانون الثاني 2018م، وهو سد على نهر دجلة تم إنشائه بالقرب من قرية اليسو على طول محافظتي ماردين وشرناق في تركيا، وهو جزء من مشروع شرق الأناضول المائي المعروف باسم(GAP)، والذي يشمل إقامة( 22) سداً بينها أربعة عشر سداً على الفرات وثمانية على دجلة، فضلاً عن عشرات من محطات توليد الطاقة ، لقد أثار إنشاء هذا السد غضباً دولياً واسعاً ولعدة أسباب من أهمها انخفاض مستوى المياه المتدفقة الى سوريا وإيران والعراق، حيث يُهدد سد اليسو بحيرة الحور العظيم بالجفاف والذي سيؤدي الى كارثة بيئية في المناطق المحيطة بالبحيرة، وعلى أثر ذلك قامت إيران بتغيير مجرى (43) رافداً من أصل( 45)التي كانت تتدفق الى العراق وتصب في نهر دجلة وهذا عجل في جفاف الأراضي الزراعية وساهم في تقليل نسب المياه ، وهذه المشكلة أضرت كثيراً بمحافظات الوسط والجنوب وساهمت في تجفيف الأهوار وزيادة نسبة الملوحة في المياه والتي أصبحت غير صالحة للاستعمال الحياتي.
إن امتدادات حوضي دجلة والفرات في دول الجوار وبخاصة مع تركيا جعل مشكلة المياه في العراق أكثر تعقيداً، لأن أكثر من 75% من مصادر المياه السطحية هي من خارج العراق، مما يجعل عملية التحكم بها وضمان تدفق الكمية المطلوبة منها الى العراق أمراً عسيراً، لأن كثيراً من الدول أخذت تنظر الى المياه كسلاح سياسي وعسكري، تستطيع من خلاله أن تحقق أهدافاً سياسية واستراتيجية، وقد تحول التهديد المائي بالنسبة للعراق الى مشكلة حقيقية خاصة بعد أن رفضت تركيا الاعتراف بأن نهري دجلة والفرات هما نهرين دوليين، وتدعي أنهما نهرين عابرين للحدود لكي لا تُطالب بتطبيق القانون الدولي الخاص بتقسيم مياه الأنهار الدولية، إن الأبعاد المستقبلية لمشكلة المياه في العراق ستكون وخيمة وخطيرة، فالتهديد الخارجي المتمثل بمشاريع تركيا على منابع دجلة والفرات، لم يراعي القانون الدولي في تقسيم المياه والذي يفرض على تركيا التنسيق الشامل والتفصيلي مع العراق وسوريا، وبما لا يلحق الضرر بالدول المشتركة بمياه النهرين .
سد اليسو - حرب المياه
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع