د . محمد السيد إسماعيل الدويراتي


هل يُباع الإسناد ، ويؤخذ على التحديث أجرة ؟

د . محمد السيد محمد إسماعيل عطية | dr . mohamad alsayed mohamad ismail


04/08/2021 القراءات: 2613  


هل يُباعُ الإسنادُ ؟
==========
من أخذ على التحديث أجرا منع ذلك من قبول روايته والكتابة عنه عند بعض المحدثين كأحمد بن حنبل وابن أبي حاتم ، وترخص بعضهم كأبي نعيم في أخذ العوض عن التحديث كأجرة تعليم القرآن ، ولكن هذا في العرف خارم للمروءة وسبب في إساءة الظن به إلا أن يقترن بعذر ينفي عنه ذلك كعدم وجود مصدر آخر لكسب عياله إذا كان التحديث يمنعه من ذلك . (هذا ملخص ما قاله ابن الصلاح في مقدمة علوم الحديث ، منقول من كتابي : " اليسير في تقريب التقريب والتيسير ) . قال العراقي في التذكرة : ومن روى بأجرة لم يقبلِ ... إسحاقُ والرازيُّ وابنُ حنبلِ وهو شبيه أجرة القرآن ... يخرم من مروءة الإنسان لكن أبو نعيم أخذ ... وغيره ترخصا فإن نبذْ شُغْلا به الكسب أجِزْ إرفاقا ... أفتى به الشيخ أبو إسحاقا وفي فتح المغيث للسخاوي شرح هذه الأبيات وذكر أمثلة كثيرة لتعفف السلف عن قبول الأجر مقابل التحديث بل امتنعوا عن قبول الهدايا والهبات على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أنه في عرف جمهور المحدثين لم يقيسوها على أجرة تعليم القرآن ، لما فيها من خرم المروءة عندهم وإساءة الظن بمن يفعل ذلك وقليل من أجازوها أو أخذوها ، لحاجتهم وفاقتهم ومنع الجلوس للتحديث لهم عن كسب قوت عيالهم ، ومع ذلك فإن بعض السلف تعففوا عن ذلك مع شدة حاجتهم ومرضهم وذكر السخاوي أمثلة عجيبة لذلك في فتح المغيث وقال نقلا عن ابن الجوزي : " ومن المهم ان نقول إن حرص الطلبة للعلم قد فتر ، لا بل قد بطل ، فينبغي للعلماء أن يحببوا لهم العلم وإلا فإذا رأى طالب الأثر أن الإسناد يباع والغالب على الطلبة الفقر ، ترك الطلب ، فكان هذا سببا لموت السنة ، ويدخل هؤلاء في معنى الذين يصدون عن ذكر الله ، وقد رأينا من كان على مأثور السلف في نشر السنة بورك له في حياته وبعد مماته ، وأما من كان على السيرة التي ذممناها لم يبارك له على غزارة علمه أ هـ " . وختم السخاوي شرح هذه الأبيات بحكاية ابن الأنماطي الحافظ عن أبي علي حنبل بن عبد الله البغدادي الرصافي راوي مسند أحمد . نهديها لأصحاب الأموال والدولارات الذين يفسدون المشايخ المسندين . فلتراجع هناك في فتح المغيث شرح ألفية الحديث للسخاوي . هذا والله أعلم ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم . ( كتبه دكتور محمد السيد إسماعيل الدويراتي )


الإسناد - التحديث - أجرة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع