مدونة فاطمة الفرحان


فلسفة علاقة الدين بالله وبالكون

فاطمة الفرحان | Fatima Ferhane


02/08/2024 القراءات: 39  


دائما نطرح على أنفسنا أسئلة غيبية، بحثا عن أجوبة شافية لشغفنا المعرفي، ومن خلال تلك الأسئلة نطمح للوصول إلى الحقيقة، ولكن تظل ترهقنا حتى تتفرع إلى إشكاليات فلسفية، نقع في حيرة وإنبهار من أمرنا ومن الوجود الذي نحن جزء منه، ماذا عسانا أن نفعل للحسم فيها؟ وما أن نجد لها مخرجا حتى نسقط في دوامة أسئلة أخرى تفرض نفس على كينونتنا، بل تخترق فكرنا بكل إزعاج حتى الجنون، من نحن في هذا الكون الهائل؟ ومن هو الله وأين يوجد؟ وهل الديانات السماوية نابعة من الله أم مستقلة عنه ومن صنع البشر؟ ومن هي القوى العظمى التي تتحكم في هذا الكون بكل توازن وانسجام وإحكام؟ كنت دائما أخلذ لنفسي وأعتكف للإجابة على أسئلة وجودية تثقل كاهلنا لفضولنا المعرفي، وكنت دائما أجلس وأخاطب السماء وتمنيت لو حدثت المعجزة وأمطرتني إجابات يقينية، قرأت الكتب وفحصتها ولم أجد أي توقيع ولا بصمة تفيد أن الكتب نزلت من السماء، حتى في خاتمتها لا نجد إسم الله، وقعت في ذهول المعرفة والأجوبة الشافية، وكان الجواب عبارة عن أسئلة وهي كالتالي من هو الله؟ ولما لا نراه؟ ,أين مكانه؟ ولما لا يريدنا أن نتعرف عليه؟ ولماذا ظل في الغيب دون المعرفة؟ وهل كل القوى بالكون تشارك في عظمته وقوته؟ تأملت في نصوص عدة وقلت وهل الله الذي يمتاز بالعظمة يرسل لنا كتب مبعثرة دون جرأة اللقاء به الذي يصبو إليه أي إنسان؟ ولما ننتظر الموت لمعرفته، والحياة جميلة ونحتاجه بجانبنا، ليوقف الحروب والظلم والبشاعة التي وصلت لها الإنسانية، وإن كان يرانا لما لا يتدخل لنجاة الفقراء والبسطاء ومنحهم العدالة في العيش الكريم؟ إنها دوامة الوجود واليقين بأن الله موجود كقوة خارقة ولكن بعيد عن كل ما تصنعه البشر، لأنه غير مسؤول عن كل ما يفعلونه، فهو مترفع عن الجرائم كلها، ولكن لماذا لا يتدخل كقوة صانعة للكون؟ هنا نسقط في متناقضات عدة أسئلة كونية ونصل إلى أن هناك حلقات مفقودة، وبأن الله وحده بعيد كل البعد عن ما بالأرض، والدين مشروع وضعي لغاية ما.


الوجودية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع