مواقع التواصل الإجتماعي ... اللعبة المكشوفة
25/06/2021 القراءات: 4943
يشهد عالم اليوم، صراعا قويا، وتجاذبات إيديولوجية، جعلت الكينونة الإنسانية، تعيش تحت سقف صناعة الأفكار، وتسويقها إنطلاقا من بيانات ومعلومات، في عالم إفتراضي بحت، تتحكم فيه قوى خفية، ومافيا تكنولوجيا العالم الجديد، ومواقع التواصل الإجتماعي. لقد صرنا في قرية إفتراضية جديدة، بعيدة عن واقع الماضي القريب، صار الفرد اليوم مكشوف الهوية، مكشوف الاهتمامات، وأصبح مصدر معلومة للمؤسسات والشركات الكبرى، التي تبحث بدرجة أولى عن معلومة تلبي إحتياجات جمهورها، وتضعه في سقف تجارة إلكترونية، مصدرها الأول تطلعاته، وأماله، وخيباته، التي يضعها دوما في كلمات تعبر عن واقعه الفعلي، ومنشور يتفاعل معه القريب والبعيد والغريب الذي قد لا يعرفه أصلا. لقد صنعت لنا هذه المواقع الافتراضية، قاعدة جديدة في حياتنا، وأصبحت ضرورة حتمية لا يتم الإستغناء عنها، لإنها بناءة في صناعة قرارتنا، وأحلامنا كما يعتقد البعض، ولكن في الحقيقة هي لعبة مكشوفة، وعلنية، لأصحاب الأموال، والمؤسسات الكبرى، وأصحاب القرارات، فهي تبرز لهم إلى أي درجة يمكن السيطرة على هذا الفرد وصناعة واقعه وحصره في بوتقة ثقافة الإستهلاك الواسع وسلعة تباع فيها بياناته دون أن يعرضها من تلقاء نفسه. علينا أن نعرف حقيقة، أننا مستهدفون من أشخاص ومؤسسات الواقع الافتراضي، هذه الشاشة أو كما يطلق عليها الواقع المعزز وعصر الذكاء الإصطناعي، التي أصبحت مرآتنا دوما لنكتب ما نعيشه، ونصفه لأشخاص بعيدين عنا في الزمان والمكان، ونعيش معهم أفراحنا وأحزاننا، ونستشيرهم في مختلف رغباتنا، لنبني واقع وبيت لنا وسط كم هائل من معلومات، وبيانات يومية ضخمة، تتزاحم بينها جماهير كبيرة، الكل له هدف معين يطمح إليه، من بوابة تواصل إجتماعي إفتراضي، متنوع،متناغم، ذو أهداف قد تكون صريحة، في مقابل نوايا خفية ومرعبة، لمن لا يعرف حقيقة هذا العالم الواسع، وهو سلاح جديد للحروب المستقبلية القادمة... إنها حرب التكنولوجيا وحرب أقطاب العالم الجديد. ولكن في نظرتنا لعالم اليوم، لابد أن نتقبل هذا الصراع التكنولوجي، وأن نكون طرف فيه، لصناعة جيل جديد، يكون قادرعلى بناء عالمه الخاص، إنطلاقا من أفكار قد تكون في بضع كلمات، على شاشة صغيرة في بداية الأمر، ولكنها قد تكون قوة لمواجهة حربنا الواقعية اليومية، وفي حياتنا العادية، وصناعة أنفسنا ضمن عالم غير متوازن، رغم الإشاعات، والحروب النفسية، والأيديولوجية، والفكرية... إذن لعبة العالم اليوم، هي أصبحت أكثر وضوحا، ولكن من يكتشف هذه الصراعات الافتراضية هو الإنسان نفسه، وهذا هو الجزء المهم في حرب مواقع التواصل الإجتماعي. الأستاذ حمادي خالد 23 اوت 2020 10:30
اعلام اتصال - مواقع التواصل الاجتماعي- الإعلام الجديد - الذكاء الإصطناعي - اللعبة المكشوفة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
كلام في صميم الحقيقة في ظل العالم الافتراضي
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة