التخطيط للاستثمار في الموهبة والتفوق كمشروع تربوي له تأثيره المستقبلي في تطور المجتمع
07/10/2021 القراءات: 2321
إيمانا منا أن في ظل التحولات التي يشهدها العالم فإن الاهتمام بالموهوبين واستشراف مستقبلهم، أصبح ذا أولوية أساسية أكثر من أي وقت مضى، خاصة لما لهذه الفئة من دور هام في رقي وريادة وتميز الأمم. وحتى يصل مشروع رعاية الموهوبين إلى جودة عالية تتوافق مع أهمية هذه الفئة وتأثيرها المستقبلي في تطور المجتمع، فإنه ينبغي التركيز وتحديد المتطلبات الواجب تحقيقها للوصول إلى تطوير وتحسين ومن ثم جودة الرعاية واستشراف مستقبلهم في محاولة للتوجه نحو التخطيط للاستثمار في الموهبة. فمن منطلق أن التخطيط التربوي يعد النظرة الشاملة والهامة للمشروع التربوي، تزداد أهميته بإزدياد أهمية المشروع ذاته، وباعتبار أنه يستهدف اختيار أحسن الحلول الممكنة لبلوغ الأهداف المسطرة، من خلال ترتيب أولويات العمل التربوي في ضوء الإمكانات المادية والعناصر البشرية المتاحة، وذلك بتحديد الوسائل والأساليب والمهام التنفيذية، وتحديد الفترة الزمنية للتنفيذ. فإن ما يميز التخطيط التربوي في مجال الموهبة هو ارتباطه بالظروف والتغيرات الاجتماعية السائدة سواء في المجتمع (المجالات التي يقدرها المجتمع) أو التطورات العلمية المعاصرة (التكنولوجيا) أو التوجهات الحديثة في التعليم (الجودة) مع مراعاة النظريات العلمية المتخصصة (المعرفية العصبية). و من منطلق أن الجودة هي أداء العمل بطريقة صحيحة وفق مجموعة من المعايير، والمواصفات التربوية اللازمة لرفع مستوى جودة المنتج التعليمي بأقل جهد، وتكلفة، وأن مبدأ الجودة في التعليم يعمل على تحقيق أهداف المؤسسات التعليمية، وأهداف المجتمع، وتلبية احتياجات سوق العمل من حيث المواصفات، والخصائص التي يجب توافرها في المنتج التعليمي بما في ذلك مدخلاته. فإن التخطيط التربوي في هذا المجال يعد من أصعب وأعقد المهام كون الموهوبين فئة استثنائية خاصة تمثل نسبة قليلة 2/ 5 من أفراد المجتمع لديها حاجات استثنائية مختلفة تتعلق بسمات وقدرات داخلية وخارجية (نفسية انفعالية،معرفية عقلية عصبية)، ما يستدعي الحاجة إلى متخصصين ذوي الكفاءات العلمية والتربوية والمهنية العالية في مجال الموهبة و إلى جهود متعددة ومتنوعة المجالات (الادارة التربوية وجودة التعليم وعلم النفس وغيرها). وعليه من الضروري عند استحداث أو تطوير برامج الكشف ورعاية الطلبة الموهوبين التركيز أولاً على تقييم الدرجة الحالية لمدى تلبية احتياجاتهم، ثم صياغة واضحة لفلسفة البرنامج ورسالته، وتحديد تعريف دقيق للموهبة استنادا إلى التشريعات وقوانين الدولة وأنظمتها والنماذج النظرية والبحوث والدراسات العلمية وأفضل الممارسات في مجال برامج رعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وتصميم سلسلة متصلة من الخدمات التربوية لهم بدءاً بالكشف عنهم، ومروراً بوضوح الأهداف والإجراءات التنظيمية والإشرافية، وانتهاء بتقييم مدى تحقق أهداف البرنامج وفاعليته. ويعد أفضل برنامج للموهوبين الملبي لأكبر قدر ممكن من الاحتياجات المختلفة. وإن حسن إدارة واستثمار الكوادر البشرية المتاحة وتدريبها يقلل من فرص الهدر وكلفة البرامج، ويثري المؤسسة بأكملها ويحسن نوعية التعليم فيها.
ويتطلب التخطيط للاستشراف في الموهبة أن ينبع من سياسة متكاملة للدولة والمجتمع، وليست مجرد تقنيات وإجراءات، الأمر الذي يتطلب تأمين اكتشاف ورعاية مناسبة لفئة الموهوبين والاستثمار في قدراتهم المتميزة، واستشراف مستقبلهم ومستقبل الوطن من خلال تصميم مشروع مجتمعي يستدعيه الوضع الراهن يقوم على تحديد الأولويات الاستراتيجية في الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا، والتنمية والاستثمار في الاقتصاد المعرفي.
التخطيط -الاستشراف -الموهبة -المشروع التربوي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة