مدونة د.دفع الله عبدالكريم دفع الله كافي


تذبذب سعر الصرف والتحديات الاقتصادية في السودان

د.دفع الله عبدالكريم دفع الله كافي | Dr. Dafalla Abd elkream Dafalla Kafi


08/08/2024 القراءات: 50  


أن تذبذب سعر الصرف ذو علاقة طردية بالميزان التجاري للدول وفي حالة الواردات أكبر من الصادرات يعني ذلك عجز في الميزان التجاري ويترتب عليه اَثار سالبة علي الاقتصاد نتيجة هذا الاختلال ويؤدي إلى تدهور سعر الصرف نتيجة الضغط علي العملة المحلية لتوفير العملات الأجنبية لسداد قيمة الواردات مما يؤدي ذلك لانخفاض قيمة العملة المحلية بسبب الطلب العالي للعملات الأجنبية ، واذا استمر العجز التجاري لفترات أطول يؤدي إلى تدهور العملة المحلية وبدل أن كانت الحاجة للعملات الأجنبية لسداد قيمة الواردات يلجأ المستثمرين والمواطنين يسعون للحصول علي العملات الأجنبية لأنها أكثر استقرار للحفاظ عل الأصول من التآكل، لفقدانهم الثقة في العملة المحلية ، مما يجعل البنك المركزي يستخدم احتياطي العملات الأجنبية لتغطية الفجوة ومع استمرار الازمة قد يؤدي ذلك إلى استنزاف الاحتياطيات النقدية .
ويظهر ذلك جليا من خلال عدم قدرة الدولة علي التعامل مع الأزمات الاقتصادية وحتي تفي بالالتزامات الضرورية تلجأ إلى الإقراض من الخارج لسد الفجوة وذلك يؤدي إلى مضاعفة حجم الدين الخارجي مما يشكل عبء إضافي علي الأوضاع الاقتصادية نتيجة الالتزامات المترتبة علي ذلك.
فنجد أثر الفجوة السالبة للميزان التجاري بصورة واضحة من خلال تآكل رؤوس الأموال وتضرر القطاع العام والقطاع الخاص ومشروعات التنمية وقد يعيق ذلك النمو الاقتصادي علي المدي الطويل ، وقد يترتب علي ذلك أثر اجتماعي يتمثل في ارتفاع معدلات البطالة لأن القطاع الخاص لا يستطيع التكيف مع ظروف التذبذب الاقتصادي لاعتمادها بشكل أساسي علي استيراد السلعة وإيقاف عجلة الإنتاج مما يخلق واقع يتمثل في عدم استخدام العمالة يؤدي ذلك إلى زيادة معدلات البطالة.
وأن هنالك عدة أدوات تستخدمها الدول لمعالجة الاختلال السالب للميزان التجاري أنجعها إتباع سياسات نقدية ومالية تساعد في دعم العملة المحلية ، وتحسين الصادرات لتعزيز الاستقرار الاقتصادي ، وأن استخدام الإجراءات الأمنية تزيد من تفاقم الازمة.
وأن أفضل السبل لتحسين الإداء الاقتصادي في دولة مثل السودان تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال تطوير القطاع
الزراعي وتوفير الدعم الغير محدود من قبل الدولة ، لأن بعد حرب 15 ابريل 2023م أحدثت وأقع جديد وألقت بظلالها السالبة علي الاقتصاد ونتيجة لعدم الاستقرار السياسي والأمني تراجعت ثقة المستثمرين وهروب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية للخارج مما أدي لانخفاض الإنتاج وتجميد النشاط الاقتصادي نتيجة لتدمير البنية التحتية .


سعر الصرف ، الميزان التجاري، الاستقرار الاقتصادي، السياسات المالية والنقدية،العملات الاجنبية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع