د.نوال الصادق أحمد الطيب السفوري


أضواء الرسالة.. في حضرة إنطلاق أنوار الهدى..

د.نوال الصادق أحمد الطيب السفوري | Dr.Nawal Elsadig Ahmed Eltaieb Elsafory


15/01/2023 القراءات: 1335  



بسم الله الرحمن الرحيم
أضواء الرسالة:
كان الكون مظلما ظلاما حالكاً ، وكان إنسان الزمان متخبطاً في سواده وتائهاً في جهالاته ، كان الظلم وحشا ثائراً يفترس الضعاف ، وكان الجهل إسما على مسمى ورثته الحياة في ذاك الزمان، والمجتمع أعمى يقوده أكِفََّاء البصائر والقلوب، ويبسط المتجبرون الطغاة والمتعجرفون سلطانهم على المجتمعات المنهارة خوفاً والممتلئة أملا في النجاة،
ثم أراد الله لها الخلاص من مستنقع الوهم والظلم والعدوان والجبروت، فسطع النور بمقدمات وبشريات ، أضاءت لها قصور بصرى والشام، وانطفات على إثره نيران الفرس، ، وغاصت بحيرات الظمأ ، واستبشرت قلوب الفتيات حيث كان خوف الوأد يقتلع الكِباد. والأوثان نفسها ملت التقديس واستحت وجودها المشؤوم غصبا باعظم وأطهر بقعة في الأرض وكادت تنطق بخيبة أهل مكة كيف يعبدونها من دون رب البيت فانقطع الحديث وساد الصمت يخرس الألسن فيزجره الكلام..
واطهر الخلق وأعدل الناس ،الأمين الصادق، يقلِّب البصر في حيرة من أمر قومه، كيف ضلوا الطريق ، ويتأمل الكون موحداً ربه ، فيهرب تارة ليحنث في غاره، ويطيل التأمل والتفكير، يرجو الهداية من ربٍّ قدير ،وتارة يعود لبيته ليحمل الزاد ويعد العتاد بعون رفيقة دربه وتجود بذاك لطيفة يعلوها الصلاح ويكسوها الوقار...
ويكبر الامل ويطول الانتظار ثم يأتي الفجر بعد طول ظلام الليل، فجاء النهار وعندما يأتي من الله الضياء فلاحاجة للمصابيح السراب ، والكون هبَّ على الضياء والأنوار ، وهلل صائحا وكاد يطير فرحا بمقدم نور الله...
في لحظة نزول أمين الوحي جبريل وهو يردد الكلمات ثلاث مرات(إقرأ) وسيد الكونين رسول الله صل الله عليه وسلم يرد عليه ثلاثاً (ما أنا بقارئ) ...

﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ ۝١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ۝٢ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ۝٣ ٱلَّذِی عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ۝٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ یَعۡلَمۡ ۝٥ كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ ۝٦ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ ۝٧ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰۤ ۝٨﴾ [العلق ١-٨]
في هذه اللحظات وباعظم الكلمات وأسعد العبارات انطلقت أنوار الرسالة وبدأت مسيرة الحياة السعيدة التي تحمل في طياتها معالم الحق والضياء والكمال لتحمل البشرية نحو سعادة نهايتها سعادة أبدية نحو الخلود في ملكوت رب البرية في مستقر رحمته .. حيث جنان عرضها الأرض والسموات.
فهذا هو المبتدأ والمنطلق الذي منه يستمد المرء النور والسرور ،بل والسعادة في الدنيا والآخرة مرهونة به..فبدون إقرأ ومحتواها ومضمونها لايمكن للأمة أن تخرج من ظلماتها ونكباتها ..فكما كانت البداية بالعلم فكذلك النهايات.. إذ لايمكن صلاح الأمة إلا بما صلح به أولها...
نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
وعليك يا سيدي يا رسول الله أفضل وازكى وأتم الصلوات وعلى آلك وأصحابك وازواجك الطاهرات.


أضواء/ الرسالة/


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع