المعية الربانية في آية قرآنية
عبد الحميد بغوره | ABDELHAMID BEGHOURA
28/11/2022 القراءات: 1747
"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" .
المعية الربانية
...السبيل إلى حوز الهداية الربانية الخاصة وكسب وصف التقوى الذي به تسايرك معية الله وتختص عنايته بك لطفا وتفضلا لا لزوما وضرورة، ذلك أنه لما محضت فعل الجهاد لوجهه دون غيره أضاف الله حسن صنيعك إليه وجعل لك خصيصة الهداية جزاء منه لك، لزاما عليه سبحانه وتعالى جوابا لشرطه الذي عقده(والذين جاهدوا فينا...)وتصديقا له بتأكيده (لنهدينهم... )أن أمره في هذا الشأن مفعول، إلا أن هذا الإلزام منه لنفسه سبحانه إلزام تكرم وتفضل لأن في حقه سبحانه لا يجوز العجز ولا أن يحكمه قانون، ثم عطف على هذا كله بملازمة معيته للذين هدى بعد أن ألبسهم لباس التقوى زيادة من فضله فجمع لباذل الجهد ومستفرغه جهادا في الله على الترتيب معونة الهداية ووصف التقوى ومعيته سبحانه.
يلحظ أن ترتيب هذه الجزاءات جاء عل وفق ما يقتضيه الترتيب العقلي من ابتغاء النفس للهداية ابتداء واستفراغ الجهد في درك ذلك ابتغاء مرضاته لاءم أن يكون الجزاء الثاني بعد بذل الوسيلة إليه هو الهداية إلى سبل الصلاح، ثم إن الإنسان إذا اهتدى اتقى فكسب الجزاء الثاني، الذي هو صفة التقوى التي هي عماد الأمر كله ورأسه فحسن بعدها أن يكون الجزاء الأخير خاصا متفرد ألا وهو معية الله، فكانت جملة هذه الجزاءات متناسبة فيما بينها ومتلازمة؛ فالهداية يلزم منها حصول التقوى والمتقي ظافر لمعية الله استلزاما.
المعية، الهداية، الجزاء، خصيصة، الترتيب
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع