مدونة د.جهاد صالح سلمان زين الدين
التعسف في العدول عن الخطبة
د.جهاد صالح سلمان زين الدين | Dr.Jihad Saleh Salman Zain Alddin
17/04/2020 القراءات: 3237
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين .
إن موضوع ( التعسف وأثره في العدول عن الخطبة ) من المواضيع المهمة نظرا لأهميته البالغة في حياتنا الاجتماعية ، وكون ذلك هي اللبنة الاولى التي يمر بها رحلة الزواج والتي عليها تنشأ الخلية الاجتماعية .
وفي الخطبة يتم التعارف بين اسرة الخاطب والمخطوبة ويلتقي الرجل بالمرأة لقاءً يختلف الناس في تحديده بين التزمت والاسراف .
أما مانراه اليوم من أعمال لايقرها العقل والدين والتي يقوم بها اكثر العائلات المسلمة، وقد اساءوا فهم الخِطبة وقالوا انها مقدمة النكاح وبذلك استباح الخاطبان ان يختليا وان ينفردا في التنزه والسينما والاماكن الخالية من الناس على شواطئ البحر، او المناطق الجبليةالمكثفة بالأشجار، بل إستباحا تبادل القُبُلات وجعلوا كل ذلك من دلائل الوئام والمحبة، ولعل ما نشاهده من حوادث الخاطبين او المخطوبات التي يجرها الاختلاط ورفع الحُجُب مايضئ لنا السـبيل في قبح هذه العادة السيئة التي تسربت الينا من عادات قوم لايؤمنون بدين، ولايكترثون بشرف ، فالاسلام دين المحبّة والألفة، دين الخلق والكرامة قد أباح للخاطبين أن يتعرف كل منهما على صاحبه بما لايَجرهذه الويلات ، ويحقق في الوقت نفسه لكل منهما مايحب من رؤية صاحبه وفق الشرع .
ويمكن القول بتلخيص الآراء التي ذهب اليها العلماء حول النظر الى المخطوبة بمايلي :-
· من العلماء من منع النظر الى المخطوبة مطلقاً .
· من العلماء من اباح اليها مطلقاً .
· من العلماء من قيّد النظر بالوجه والكفين والقدمين .
· من العلماء من اضاف الشعر والنظر الى الوجه والكفين والقدمين .
ان العلماء اختلفوا في الرجوع بالهبة على مذهبين اساسين : الجواز وعدمه .
واما هدايا الخاطبين، فمنهم من اجرى هدايا الخاطبين مجرى الهدية واعطاها حكمها، ومنهم من نظر فيها نظراً يخالف نظره للهبة المطلقة حيث يرى فيها فكرة العوضية .
وأما التعسف في العدول عن الخطبة يمكن القول أن العدول الذي يستوجب التعويض هو العدول التعسفي الذي يعتبر قرينة على الإيذاء والضرر والتعدي الذي ينبني ويتأسس على شرطين يقيمان المسؤولية على الطرف العادل:
- أن يكون العدول غير مبني على سبب مقنع ينزع على العادل صفة السلوك الخاطئ الذي يحمله المسؤولية التقصيرية التي توجب الضمان تبعا.
- أن يكون الضرر اللاحق بالطرف المعدول عنه ناشئ عن تصرف صادرمن العادل مقترنا بالخطبة كما في حالة التغرير بالطرف الآخر ثم العدول عنه.
أي أن التعويض لا يتأسس على العدول في حد ذاته وإنما على الضرر الناتج عنه إذا كان الضرر قد نجم عن إساءة وتعسف من العادل في استعماله لهذا الحق.
وفي الختام فهذا هو مايسره الله تعالى لي بكتابته حول هذا الموضوع، فعسى ان قاربت بالبحث غاية يرضي القارئ الكريم ، فان وفقت فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وان قصرت فذلك جهد ما وصلت اليه معرفتي .
الفقه الإسلامي، الأحوال الشخصية، قانون الأحوال الشخصية، القانون، الخطبة، العدول عن الخطة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة