الطريق إلى النجاة (قصة وعبرة)
حمادة أبو القاسم حماد على | hamada abu alqasim hammad ali
23/06/2021 القراءات: 2643
كان لـ (عبد الله بن الزبير) مزرعة في المدينة، مجاورة لمزرعة يملكها (معاوية بن أبي سفيان)
خليفة المسلمين في دمشق.
وذات يوم دخل عمال مزرعة (معاوية) إلى مزرعة (ابن الزبير)، وقد تكرر منهم ذلك في أيام سابقة؛ فغضب (ابن الزبير)،
وكتب لـ(معاوية) في دمشق -وكان بينهما عداوة-:
"من عبدالله ابن الزبير إلى معاوية
(ابن هند آكلة الأكباد) أمّا بعد..
فإنّ عمالك دخلوا إلى مزرعتي،
فمرهم بالخروج منها، أو فوالذي لا إله إلا هو ليكوننَّ لي معك شأن"
فوصلت الرسالة لمعاوية، وكان من أحلم الناس، فقرأها،
ثم قال لابنه يزيد:
"ما رأيك في ابن الزبير أرسل لي يهددني؟"
فقال له يزيد:
" أرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه."
فقال معاوية:
"بل خيرٌ من ذلك زكاةً وأقربَ رُحمًا. "
ثمّ كتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير يقول فيها:
"من (معاوية بن أبي سفيان) إلى (عبدالله بن الزبير)، حواري رسول الله وابن (أسماء ذات النطاقين)، أمّا بعد..
فواللّه، لو كانت الدّنيا بيني وبينك لسلّمتها إليك،
ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك، فإذا وصلك كتابي هذا، فخذ مزرعتي إلى مزرعتك، وعمّالي إلى عمّالك؛
فإن جنّة اللّه عرضها السّموات والأرض"
فلمّا قرأ ابن الزبير الرّسالة بكى، وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه، وقال له:
"لا أعدمك اللّه حُلمًا أحلّك في قريش هذا المحل."
💎💎💎
منتدى اللّغة العربيّة
ARID Scientific
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة