محالولة كتابة ملخص عن كتاب: كيف نختلف؟
باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari
24/09/2022 القراءات: 2291
البطاقة التعريفية للكتاب:
كيف نختلف، المؤلف: د. سلمان فهد العودة، سنة الطبع، 1433هـ، الناشر، مؤسسة الإسلام – الرياض، عدد صفحات الكتاب: 226 صفحة.
كيف نختلف، قبل كل شيء عنوان الكتاب شدني كثيراً واخترته كأول كتاب أكتب عنه، حيث أشار المؤلف في مقدمة كتابه إلى آلية اختيار العنوان لكتابهِ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف استقر رأيه على هذا العنوان (كيف نختلف).
ولأهمية الموضوع تفاعل معه أكبر قدر ممكن من الشباب عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" وغيرهما، ولأن هذه القضية (ثقافة الاختلاف) ظهرت بصورة كبيرة بين فئة الشباب لذلك استهدفها المؤلف هذه الفئة لأهمية القضية، ولانتشارها بمفاهيم مختلفة ومتنافرة جعلت الكثيرين يقعون في جب النفرة والتعصب، وأصبحوا في حيرة من أمرهم.
بدأ المؤلف الكتاب بإهداء بسيط وجميل " إلى الشباب الربيع العربي في "ربيعه" الواعد! يبدوا بأنه يقول للشباب العربي انتبهوا بأن الربيع قد حوله الطغاة إلى خريف. وكان الأجدر بسعادة الدكتور أن يوجه الاهداء إلى شباب الإسلام لأن الأعداء يستهدفون الإسلام والمسلمين لكونهم لبنة أي مجتمع إسلامي، ولكونه استهدف فئة واحدة وهي القومية العربية! ولا نعلم ما غاية المؤلف حول الاهداء للشباب العربي فقط؟
لقد استهلّ الكاتب كتابه "كيف نختلف؟" بهذه الكلمات: "إن العالم الإسلامي اليوم مأزومٌ بالصراع مع ذاته أكثر مما هو مأزومٌ بالصراع مع الآخرين، وهذا الصراع الذاتي يُضعِف القدرة على العطاء والتفاعل".
حقيقةً موضوع الكتاب عميق وكان يحتاج مني أن أقرأه بروية وتمعن، وإن كان أسلوب المؤلف المعروف عنه غير معقّد كما هي عادته في كتبه السابقة والمشهورة، وهذا الكتاب يعد مشهوراً مثل بقية الكتب فعندما بحث حول أفضل (10) كتب للدكتور سلمان العودة فوجدتها من ضمنها. عموماً المؤلف قسم الكتاب إلى ستة فصول وكما يلي:
الفصل الأول أمة واحدة إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً:
يعتبر هذا الفصل تمهيداً للموضوع وقد أختار هذه الآية الكريمة (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) كعنوان للفصل الأول، وبدأ بشرح معنى الأمة في القرآن الكريم وكيف بأن لها عدة معاني؛ معتمداً على كتاب "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" للفيروز آبادي، وكتب التفسير واللغة، وقال "وحدة رغم الخلاف": بأن هذه الآية الكريمة وبقية الآيات التي ذكرها في الفصل تعتبر "قاعدة إسلامية عريضة إجماعية، وتأكد على الأخوة العامة للمؤمنين عبر العصور والاحقاب"، ومن ثم بين ماهي حقوق المسلم على أخيه، واختتمه بألوان من تفرق الأمة (المذاهب الفقهية والفكرية، الاجناس والقوميات والشعوب، القبائل ....الخ).
الفصل الثاني: سنة الاختلاف (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ):
نجد بانه قد أختار هذه الآية الكريمة ( وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ) كعنوان للفصل، وبدأ يتحدث عن عدة محاور مهمة في هذا الفضل: هل من سبيل لرفع الخلاف؟ اعتزال الخلاف.. بين المقاصد والنصوص.. ومن ثمَّ أردفها بأقسام المدارس الفقهية الإسلامية.
وأرى أن هذا المحور هو من أهم من المحاور التي كتبها المؤلف خاصة للذين ليس لهم أدنى فكرة أو إطلاع أو فهم بالفقه.
الفصل الثالث: أسباب اختلاف العلماء ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ):
وفي هذا الفصل نجد بانه قد أختار هاتين الآيتين الكريمتين ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ) [البقرة: 286]، ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [آل عمران: 102]: هنا الدكتور حاول جاهداً ذكر معظم الأسباب التي أدت إلى الاختلاف بين العلماء. وهذا الفصل مرتبط بالفصل الثاني وأراه تكملة لها.
الفصل الرابع: كيف نختلف (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ):
يعتبر هذا الفصل جوهر ولبّ الكتاب، وقد أختار كنعوان للفصل هذه الآية الكريمة (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ) [النحل: 125]، ويعد من أكبر الفصول، وهو محور الرئيسي للكتاب، نلاحظ بان الكاتب قد تحدث عن الحاجة إلى أدب الخلاف وحاجتنا إلى أخلاقيات الخلاف، وعنوان فرعي مهم "مزالق الحوار" أشار إلى أهمية النزول للميدان ومقابلة الحجة بالحجة، ولا سيما نحن في عصر التطور التكنلوجي وكثرة مواقع التواصل الاجتماعي وأسلوب المنع والحظر لا يجدي في التوصل لاي حل حول الخلاف. والذي يدخل من ضمنه قاعدة إن لم تكن معي فأنت ضدي، الخلط بين الموضوع والشخص، وتدني لغة الحوار. وأخلاقيات الخلاف ومعايير الإنصاف.
الفصل الخامس: الاختلاف المحمود والمذموم (وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ ۚ):
وأما في هذا الفصل نجد بانه قد أختار هذه الآية الكريمة (وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ ۚ) [آل عمران: 105]، كعنوان للفصل، وأضح في هذا الفصل التفرق والاختلاف وشرح فيها مالمقصود من هاتين الكلمتين، وأيضاً بين اختلاف التنوع واختلاف التضاد، وختمها هل اختلاف التضاد مذموم أم محمود؟
الفصل السادس: وحدة الصف لا وحدة الرأي (مِنْهُ ءَايَٰتٌ مُّحْكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَٰبِ):
في هذا الفصل نجد بانه قد أختار هذه الآية الكريمة (مِنْهُ ءَايَٰتٌ مُّحْكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَٰبِ) [آل عمران: 7]، في هذا الفصل الأخير بدأ دكتور سلمان العودة بأهمية وحدة القلوب، لا وحدة العقول، وحدة الصف، وأوضح فيه الفرق بين وحدة الصف ووحدة الرأي، وما هي العقبات التي تواجه وحدة الصف الإسلامي. وأنه استشهد بصور من اختلاف الأنبياء (عليهم السلام).
وفي خاتمة كتابه اختتم الكتاب بملخص ما جاء حول معنى الموضوع وأردفها بكتب تصب في الموضوع ليرجع إليها المهتم.
والجدير بالذكر أن الكاتب والمؤلف د. سلمان العودة قد أهتم كثيراً بالتخريج والتنقيح، وركز على قضية ثقافة الاختلاف وكيف يتم معالجتها بأسلوب ثقافي في زمن كثر فيه الاختلا
كتاب ، نختلف، ملخص
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع