مدونة د. طارق منصور الغالبي


الاتجاهات الحديثة في ربط العلوم التطبيقية بالعلوم الإنسانية والاجتماعية

الدكتور طارق منصور الغالبي | DR.TARIQ MANSOOR AL GALIBI


15/01/2020 القراءات: 854  


ان الاتجاهات الحديثة في ربط العلوم التطبيقية بالعلوم الإنسانية والاجتماعية .ماهي الا توجهات علمية حديثة نتبعها انطلاقا من مبدا التصميم الذي هو شان الذات المقدسة المصمم الاكبر الاوحد لكل ما في الكون مما نعلم عنه شيئا او ما لا نعلم عنه حتى بعض الشيء
ان الله جل وعلا خلق الكون ثلاثي الابعاد ونحن نتعامل مع كل الاشياء بثلاثية الابعاد وننظر الى ما بعد ذلك في البعد الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والى ما فوق ذلك.
فحين نتعرف علميا على ان البعد الرابع للتكوينات ثلاثية الابعاد هو الزمن من وجهة النظر العلمية يدعونا الامر هنا للبحث عن البعد الرابع الانساني كي نستطيع الربط بين العلوم التطبيقية والعلوم الانسانية .
وحيث ذكرنا ان البعد الرابع للإنسانية هو ليس البعد الرابع للأشياء الاخرى الذي يمثله الزمن وهو ليس البعد الرابع للأشياء التي يمثله الشكل او الهيئة .
وكذلك هو البعد الرابع للتصميم المعماري في الواجهة التي تعطي ميزات الحضارة والتمدن وتعمل على اظهار معالم الجمال الشكلي وما ذلك الا هو من الماديات المنظورة والمدروكة بصريا .
في حين ان البعد الرابع للإنسان المخلوق بهيئة ثلاثية الابعاد ايضا ما هو الا المحتوى الانساني المنتهي الى اعلى ملامح الجمال وهذا البعد فطري في حين ان البعد الجمالي لواجهة البناء فهو تصوري خيالي منتهي الى حدود الابعاد الفكرية .
ولو نظرنا هذا الامر لوجدنا ان الانسانية بالرغم مما تحتويه من الفطرة الواردة في اساس التصميم التكويني للمصمم الاكبر الا انها قابلة للتطوير الفكري باتجاه المسارات الفلسفية العميقة التي تصنع منها المثالية القصوى للإبداع لتصل الى ما لا نستطيع أدراكه من وجدانها الاصل في التصميم الالهي الاوحد .
فحين نحصل على ذلك الوجود المنتمي الى الاصل في التكوين نعلم جيدا ان انطلاق الفكر سار باتجاه الفلسفة والسير باتجاه الفلسفة هو البعد الخامس الذي يمكن ايضاحه بانه الاداء الامثل
او الوظيفة السامية للفكر المنتج للفلسفة التي تصنع بالتالي الابداع في الحدود القصوى لها
وذلك الابداع هو البعد السادس الذي يدور في مدارات البعد الرابع ( الانسانية ) ثم يلتمس اتجاها اخر اشد عمقا في الفكر واوسع مدى في الفلسفة الا وهو الاثر وذلك هو البعد السابع الذي ما هو الا مواريث متألقة للبعد الرابع والخامس والسادس . ثم يرتفع البعد السابع ( الاثر) الى ما فوق البقاء فيتمثل في الواجهة الحضرية الممتدة الى الاف السنين او دون الاختفاء المتمثلة بالتراث في سنين محدودة .
وكذلك هو المنظور الهندسي يتمثل في ثلاثية الابعاد الطول والعرض والارتفاع والواجهة تلك هي رباعية ابعاده ثم يليها بعده الخامس (الاداء او الوظيفة) التي لاشك انها تمارس الارتقاء الى بعدها السادس الابداع ثم ترتقي الى الاثر فمنها ما كان على الارض لألاف السنين ومنه ما هو لبعض السنين .
الان يتضح لنا ان كل التكوينات ثلاثية الابعاد لابد ان تكون محاطة في رباعية ابعاد ما بعد الثلاثية فتتمثل اجمالا في (الطول والعرض والارتفاع والواجهة والوظيفة والابداع والاثر) وهنا نحن في سباعية الابعاد تلك السباعية يمكن ادراكها عقلا دون ادنى شك ولكن باتجاه العلوم الانسانية الا انها في العلوم التطبيقية لم تدرك للان الا في بعدها الرابع الذي هو (الزمن ).
وان الزمن ما هو الا بعد مخترق من قبل البعد الخامس ( الوظيفة ) حصرا حيث حين يرتقي الفكر وظيفته ويرتفع بها الى الفلسفة يكون قادرا تمام المقدرة على تطويق الزمن البعد الرابع العلمي واختصاره الى الدرجة الادنى في مداه لينتج الجمال الذي يحيط بالإبداع ويخلد الى الاثر البعيد.
تلك هي عملية الربط بين العلوم التطبيقية والعلوم الاجتماعية وهي جملة ذات مغزى فلسفي بحد ذاته وذلك المغزى هو ما انطلقت منه الفلسفة لتكون ذاتها بانفرادية متميزة محققه لوجودها ومتأصلة في كيانها وغير قابلة للمناقشة او المناظرة .
الفلسفة في شخص ثلاثي الابعاد شانه شان ادم الاب للإنسان وادم انسان حيث هو موطن الانس
الانس هو اللطف والطمأنينة والمؤانسة في الوحدة وهي مبتغى الفكر والعقل والحكمة
والانيس من يدخل السعادة على قلب من معه ويذهب عنه الوحشة والخوف ويانس منه رشدا
والانسان هو الراقي ذهنا وعقلا وخلقا ومنه المثالي الذي اكتسى بالتطور الذي تميز به عن البهيمية .


من النقطة الى المالانهاية القصوى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع