مدونة عيدة مفتاح عبدالكريم الشيلابي
التداخلات الدوائية الغذائية
ا.د. عيدة مفتاح عبدالكريم الشيلابي | Prof. Dr. Eda M. A. Alshailabi
30/10/2023 القراءات: 1286
تشكل التدخلات الدوائية مع الغذاء تهديد كبير للعلاج الدوائي الفموي الآمن والفعال، وإن فهم الأليات الأساسية أمر ضروري في تجنبها إلى حد كبير.
تحدث تداخلات الدواء مع الغذاء عن طريق تفاعل محدد بين دواء ومكون من الطعام ينتج عنه تأثير دوائي معين. أحد الأمثلة البارزة على هذا النوع من التفاعل بين الغذاء والدواء هو "تفاعل الجبن" الذي ينتج عن التوسط بين التيرامين وهو أحد مكونات الجبن أو النقانق النيئة ومثبطات إنزيم MAO مثل tranylcypromine. في هذه الحالة يتم تحديد آلية التفاعل بين الغذاء والدواء بشكل جيد، وبالتالي يمكن تجنبها بسهولة عن طريق استبعاد أطعمة معينة من النظام الغذائي اليومي أو إن أمكن عن طريق تغيير تركيبة المنتج الدوائي.
يجب أن تُمتصَّ الأدوية التي تُستعملُ عن طريق الفم من خلال بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة، كما هي الحالُ مع الطعام. وبذلك، فإنَّ وجودَ الطعام في السبيل الهضمي قد يحدُّ من امتصاص الدواء. ويمكن تجنُّبُ حدوث مثل هذه التداخلات غالبًا من خلال استعمال الدواء قبل تناول الطعام بساعة، أو بعد تناوله بساعتين.
تتعدد أنواع التفاعل بين الأدوية والطعام، فهناك مواد غذائية تؤثر على كيفية استقلاب الجسم لبعض الأدوية. فعلى سبيل المثال، فهي قد تقوم بالارتباط ببعض مكوناتها، ما يقلل من امتصاصها أو يزيد من طرحها.
فضلاً عن ذلك، فإن أخذ بعض الأدوية في نفس وقت تناول الطعام، قد تؤثر على الكيفية التي تقوم من خلالها المعدة والأمعاء بامتصاصها.
لذلك، فبعض الأدوية يجب أن تؤخذ على معدة خاوية، أي قبل تناول الطعام بساعة أو بعده بساعتين، وفي المقابل هناك أدوية يجب أخذها الدواء مع وجبة كاملة أو غنية بالدهون لتعمل بالشكل المناسب.
تفاعل الغذاء مع الدواء:
عندما يغير غذاء ما أو شراب ما من تأثيرات الدواء، فإن هذا التغيير يعتبر تفاعلا بين الدواء والغذاء. ومثل هذه التفاعلات تعتبر عادية. لكن عادة لا تتأثر كل الأدوية بالغذاء، كما أن بعضها يتأثر فقط ببعض الأغذية. يمكن لتفاعلات الغذاء والدواء أن تقع مع وصفة الأدوية نفسها والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والمستحضرات العشبية والمكملات الغذائية. وعلى الرغم من أن بعض التفاعلات قد تكون مضرة جدا أو مميتة في حالات نادرة، فإن أخرى قد تكون مفيدة، وعموما فإن أغلبها لا تتسبب بتغيرات ملحوظة على الصحة العامة.
كيف يتفاعل الغذاء مع الدواء؟
يمكن للأدوية والأغذية أن تتفاعل بعدة طرق، وغالبا ما يكون مركب خاص في الأغذية هو الذي يتسبب في هذا التفاعل. أما التغيرات الأخرى فيمكنها أن تحصل بسبب كميات البروتينات في الغذاء، أو بسبب طريقة تحضير الغذاء نفسه. وعلى سبيل المثال، فإن شوي لحم البقر على الفحم ينتج بعض المركبات التي تغير الطريقة التي يستعمل بها الجسم بعض الأدوية. ومن بين الطرق المعروفة التي تؤثر بها الأغذية على الأدوية، تغيير طريقة الاستقلاب التي ينتهجها الجسم. فالأنزيمات تعمل على استقلاب الكثير من الأدوية، وبعض الأغذية يمكنها جعل هذه الأنزيمات تعمل إما بطريقة سريعة أو بطيئة، وذلك عن طريق تقصير أو إطالة المدة التي يستغرقها الدواء في الجسم. وإذا كان الغذاء يسرع الأنزيم، فإن الدواء سيستغرق وقتا أقصر في الجسم وقد يكون أقل فاعلية.
وإذا كان الغذاء يبطئ الأنزيم فإنه يقضي وقتا أطول في الجسم وبالتالي يمكنه أن يتسبب في بعض التأثيرات الجانبية الغير مرغوب فيها.
ما تأكله او تشربه ممكن أن يؤثر على عمل أدويتك فالتداخلات ممكن أن يسبب العديد من المشاكل منها:
1 – منع الدواء من التأثير بالشكل المطلوب
2 – زيادة التأثيرات الجانبية الناتجة عن الدواء
3 – إحداث تأثيرات جانية أخرى.
ولكي يعمل الدواء؛ لابد من استقلابه بإنزيمات معروفة في الكبد، تحوله إلى مادة فعالة لمدة معينة، يتم بعدها إخراج ما لم يمتصه الجسم من الدواء عن طريق الإخراج أو العرق. في بعض الأحيان يلعب الغذاء دورًا في الإسراع بعمل هذه الإنزيمات أو تثبيطها، مما يؤثر على فاعلية الدواء تبعًا لنوع التأثير على هذه الإنزيمات. فإذا ما قام الغذاء بإسراع عمل الإنزيمات؛ يتكسر الدواء بسرعة فتقل فاعليته، وإذا ما قام الغذاء بتثبيط عمل الإنزيمات؛ يطول مفعول الدواء بالجسم، مما قد يؤدى إلى ظهور أعراض جانبية، أو التداخل مع الأدوية الأخرى.
تتضمن أشهر المواد الغذائية التي تتفاعل مع الأدوية ما يلي:
1.الجريب فروت وعصيره.
2.عصير البرتقال او الليمون.
3..الخضروات ذات الأوراق الخضراء.
4..العرقسوس.
5..الاطعمة التي تحتوي على التيرامين.
6..الحليب ومشتقاته.
7..الالياف.
8.الشاي.
9.فيتامين ب 12.
الدواء. الغذاء. الصحة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع