يهدف هذا البحث إلى تقويم تجربة الناقد الجزائري المعاصر عبد الملك مرتاض في نقد الشعر، مع التركيز على إشكالية تلقي الناقد للنظريات والمناهج النقدية الغربية. وتستغرق هذه الدراسة خمسة فصول؛ أولها يتناول تجربة عبد الملك مرتاض في نقد الشعر من زاوية اللغة التي يكتب بها نقده، ويتميز بها أسلوبه، ثم من جهة معالجته لمشكلة المصطلح، ومنهجه في التعامل مع المصطلحات النقدية الحديثة، إنشاء وتعريبا وترجمة. وهو ما يكشف نزعة مستحكمة في مذهب مرتاض النقدي وحساسيته اللغوية، هي نزعة التأصل والتأصيل، واحترام هوية اللغة وإعزاز مقامها.
وثانيها يتناول بالمتابعة والمناقشة موقفه من الذات والآخر، من خلال منهجه في التعامل مع الآراء والتصورات النقدية المختلفة، العربية والغربية، المتعلقة بنظرية الشعر ونقده. حيث نجد الناقد على قدر كبير من التبصر والوعي الفكري وقوة الشخصية النقدية، يدل على ذلك مواقف التمحيص والنقد والنقض التي وقفها أمام كثير من الأفكار والنظريات الغربية الحديثة، ومواقف الاستحضار والإشادة، والتمحيص أيضا، لكثير من الآراء والمقولات العربية التراثية.
وثالثها يتناول تجربته في التنظير للشعر والخوض في قضاياه الكبرى مثل بنية اللغة الشعرية، ومفهوم الشعر، ومشكلة قصيدة النثر، وجدلية الشكل والمضمون، والوضوح والغموض، وفكرة موت المؤلف.
ورابع الفصول يعالج موقف الناقد من إشكالية المنهج في التعامل مع الخطاب الشعري؛ حيث ينفتح الجدل على مصراعيه بين الوصفية والمعيارية، وبين واحدية المنهج وتعدديته، بل بين المنهج و"اللامنهج"، على حد عبارة مرتاض.
وخامسها يتناول بالعرض والمناقشة والتمحيص تجارب مرتاض في تحليل الخطاب الشعري. وهي تجارب كثيرة متشابهة، مستوردة وسائلها الإجرائية وأدواتها التحليلية من المناهج الغربية "الحداثية"، مع بعض التصرف والاجتهاد الشخصي؛ الأمر الذي يسم بعض هذه التجارب، في نظرنا، بالتبعثر وقلة الجدوى.
عبد الملك بومنجل | abdelmalek boumendjel | 11270