مدونة ا.م.د.سهاد عادل جاسم القيسي


والله ..... الفيسبوك ليس بحقيقة

ا.م.د.سهاد عادل جاسم القيسي | SUHAD ADIL JASIM AL-KARAWI


24/07/2022 القراءات: 2100  


رفقا........
هناك فرق بين نقل الخبر، ونقل الحقيقة
هناك فرق بين التهويل، والتحذير
هناك فرق بين القائم بالاتصال، والهاوي للاتصال
رفقا بالجمهور ياايها المواطنون الصحفيون يامن جعلتم من مهنة الصحافة مقاسا لارائكم الشخصية ونزواتكم وبدأنا نعيش اليوم في عالم ما بعد الحقيقة حيث اصبح بإمكاننا تجاهل الحقائق التي لا تُعجبنا والاستفادة من أي سرد شخصي نرغب فيه، باتت الأخبار المزيفة والمفبركة أكثر من الحقائق سواء كانت بالصوت أوالنص أو الصورة.
اننا الان سكان كونيين لاننا نستخدم الانترنيت ونتمكن من الاتصال والتواصل مع جميع القارات في وقت واحد على الرغم من اختلاف الزمان والمكان الا اننا وبفعل هذه الميزة لم نعمل على التطور الفكري بل بدأ العقل ينحى نحو التراجع بسبب الحياة الافتراضية التي فرضت علينا فبدأنا نبحث عن كل ما يدعم وجهة نظرنا ونميل الى تكوين مجموعات تتشابه مع ميولنا وافكارنا وترفض هذه المجموعات كل من يختلف عنها واصبحت لدينا مجموعاتنا الخاصة والسرية والمجموعات المغلقة وغيرها لتتشكل حلقات الكترونية تبتعد كل واحدة عن الاخرى ولاتلتقي وتحافظ على منطقة آمانها التي تريدها وتحجب كل مايختلف عنها لتسير بنا نحو شاطئ الانعزالية والتعصب والتطرف من خلال الوصول الى مانريد ومانريده فقط من الاخبار الجديدة.
ارتبط الانسان العراقي ارتباطا وثيقا بالميديا الاجتماعية بشكل عام وبالفيسبوك بشكل خاص فباتت الذائقة الفيسبوكية فارضة للتواصل الافتراضي فقط على حساب التواصل الواقعي وتعمل على عزل الناس تماما عن وجهات النظر الاخرى، ليصبح الانسان هو من يسمع صدى صوته افتراضيا و حبيس التعليقات التي يكتبها له اصدقائه على تطبيق الفيسبوك الذين لايعرفونه ربما وهي لاتتعدى عن كونها كلمات افتراضية لاتمت الى واقع هذا الانسان بصلة ولاتمثله او تمثل وجهات نظره...... لنبعد عقولنا عن الثقة بما يكتب لنا على الفيسبوك ولانأخذه كأساس للتعرف على صفاتنا وحقيقتنا ولتؤمنوا بأنها صفاتكم وواقعكم .....انما الحياة الافتراضية .... انما الحياة الافتراضية ....... انما الحياة الافتراضية كذبة عظيمة ان شئتم ان تصدقوا.


الميديا الاجتماعية.. الفيسبوك... الحياة الافتراضية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع