مركزية التريبة الروحية في فكر الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله (ج 3)
الدكتور محمد ايت عدي | Dr MOHAMMED AIT ADDI
03/09/2020 القراءات: 2249
المبحث الثاني: المشروع الإصلاحي لفريد الأنصاري رحمه الله
تقول القاعدة المنطقية: الحكم على الشيء فرع عن تصوره. فقبل الإصلاح لا بد من تصور الفساد والمفسَد والمفسِد، والطبيب قبل أن يصف الدواء يحدد الأعراض الدالة على أسباب المرض، والخلط بين الأعراض والأسباب لا ريب أنه يؤدي إلى تفاقم العلل لا إلى معالجتها ورفعها، وإصلاح الأدواء ودفعها.
وهذا هو مسلك الأنصاري رحمه الله قبل وضع مشروعه الإصلاحي، حيث وقف وقفة تأمل وتبصر لواقع الحركات الإصلاحية والإسلامية، متسائلا عن سبب فشلها الذريع رغم نبل مقصدها؟ محددا رحمه الله بالتشخيص التحليلي والسبر الأصولي مقاتل المشاريع الإصلاحية للحركات الإسلامية، والتي يمكن حصرها في الأثافي الثلاث المدمرة، ورفعها هو جوهر الإصلاحي الحقيقي، إذ وجد رحمه الله أن ما يعكر صفو الرؤية واستقامة الطريق هو الغبش الحاصل في بيان المفاهيم والمبادئ والأولويات التي تعد منطلقات للإصلاح، وهذا أول الأثافي، وثانيها افتقار هذه الحركات الإسلامية للقيادة التربوية والاجتماعية الحكيمة والعالمة العاملة، أما ثالثاها فهو إهمال معصم القوة في المجتمع، ورحى تحصين الأمة من الفتن، إنها المرأة قطب المشروع الإصلاحي، ومحور التدافع الحضاري، إذ بها تحصن الأمة من نوازل المكروه ولواحق المحذور، وهي من يدفع المخوف لاستجلاب المحبوب.
فإهمال هذه العلل الرافعة الدافعة فرق الأمة الإسلامية طرائق ومزقها حزائق. وانطلاقا مما تقدم قسمت هذا المبحث إلى أربعة مطالب لبيان أسس المشروع الإصلاحي لفريد الأنصاري رحمه الله تعالى وهي:
المطلب الأول: تشخيص واقع الحركة الإسلامية.
المطلب الثاني: اصطلاحات ومفاهيم.
المطلب الثالث: تكوين القيادة التربوية والاجتماعية.
المطلب الرابع: أهمية المرأة في المشروع الإصلاحي والتدافع الحضاري.
المشروع الاصلاحي - فريد النصاري - الحركات الاسلامية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة