الخيال الديدكتيكي: التقويم والإبداع وحياة التلمذة.
عبد الجليل التوزاني | Touzani abdeljalil
11/03/2021 القراءات: 774
الخيال الديدكتيكي والتقويم:
غالبا ما يفهم المعلم المتحلي بالخيال الديدكتيكي عبارة الالتزام بالأطر المرجعية ومذكرات التقويم، فهما مليئا بالإبداع، فيستحضر قدرات تلاميذه وميولاتهم ورغباتهم والأبعاد الفارقية بينهم في إنجاز ورقة الفرض الموجهة إليهم، فهو لا يمتحنهم من اجل الامتحان في حد ذاته، ولا تهمه النقطة الترتيبية المحصل عليها بقدر ما يمتحنهم لمعرفة حدود مسارات الإنجاز السابقة وتسطير مسارات أخرى مستقبلية تحدد السرعة التي يجب السير بها، وتبين مكامن الخلل التي يجب تجاوزها، وتحدد نقاط الضعف التي يجب تقويتها. يفعل ذلك لأنه يعلم يقينا أن التعليم لا يكون من أجل فرض أو امتحان، بل يكون من أجل بناء الإنسان، ذاك الإنسان الفاعل في الحياة العامة، الممتلك لقدرات مهمة في مواجهة الصعاب، وكفايات مميزة في عيش الحياة. لذلك تكون فروضه وامتحاناته الموجهة لمتعلميه مليئة بالحياة، زاخرة بالوضعيات العملية والفكرية والمعرفية والمهاراتية، شاخبة بالتغذية الراجعة، وطافحة بالوظائف التوجيهية والتشخيصية والتقديرية، قائمة على أسس الشمولية والملاءمة والتنويع ، متسمة بخصائص الصدق والثبات والموضوعية. ولا توخى من أسئلته الاستغلاق فيجعلها مفتوحة على ذات المتعلم القادر على الإتيان بالجواب الجيد، وعيا منه أن علاقة التلميذ بالمعرفة فوق عالم الأسئلة الاختبارية المغلقة.
الخيال الديدكتيكي والإبداع:
الحصة الدراسية عند المعلم المخيال هي مجال للإبداع الراقي، إبداع في وسائل التدريس وتقنياته، إبداع في الموارد الرقمية والمرقمنة، إبداع في اختيار الوسائط التعلمية وفي واستعمالها، إبداع في التنشيط التربوي وتقنياته، إبداع في توظيف أساليب التعليم والتعلم الفعال حسب ما تقتضيه الوضعيات وطبيعة الدروس، إبداع في خلق الأجواء الدافعية في التعلم، إبداع في تطوير الخيال العلمي والأدبي والفكري لدى المتعلمين. إنه أستاذ يمتلك ذاتا فياضا بالإنتاج، ميالة إلى كل جديد، ومنتجة للعمل الفريد.
الخيال الديدكتيكي وحياة التلمذة:
التلميذ لا يعيش حياته المدرسية بطبشور وسبورة فقط ، لا يتشبع بخصائص الفاعلية في الحياة بقلم ودفتر فقط ، حياة التلمذة تقتضي أن يعيش المتعلم وضعيات كثيرة تؤهله للإقبال على مواجهة صعوبات المستقبل، ولا يتأتى له ذلك إلا بخيال ديدكتيكي ينميه داخل غرفة الصف أو مرفق آخر من مرافق معلمته، بفضل دخوله عالم التمثيل المسرحي والتخطيط الفني والتنافس الشريف والعمل الجماعي، فتراه تارة مقاولا من داخل خلية بناديه المدرسي أو مدير شركة أو فنانا تشكيليا أو شاعرا وأديبا أو ممثلا مسرحيا، وقد تراه صانعا مبدعا في ورشة ، أو قائدا محنكا في عمل جماعي ، أو صحفيا بارعا في مسابقة مدرسية، أو رياضيا واعدا في أولمبياد جماعي تنافسي . يفعل ذلك وكله خيال وتخيل لذاته المستقبلية، فيشق طريقه نحو ما يراه أهلا لأن بيرع فيه في حياته العامة، مخياله يجعله يسير بكل طمأنينة وأناة وبكل طموح وعزيمة، لأنه تشرب من أعماله داخل المعلمة من قيم التضامن والتعاون وتقدير الذات والآخر ، واكتسب خصائص التشارك الفعال، والتعاون الدوَّام، والتقاسم العام.
ARID
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة