دور التعليم الجيد في تنمية رأس المال البشري
08/07/2022 القراءات: 3918
من المتفق عليه أن للتعليم دور في تنمية الانسان وتطوره، حيث من خلاله يكتسب معارف ومهارات وقدرات لم يكن يمتلكها من قبل، ولعل انعكاس ذلك على الواقع المادي المحسوس هو ما أوجد الترابط بينه وبين فاعلية الانسان في الإنتاج، ليصبح لهذا الأخير قيمة اقتصادية قابلة للقياس والتقويم، فيشكل ما يسمى ب" رأس مال بشري".
لهذا أولت الأمم المتحدة عناية خاصة بالتعليم وجعلته من بين أهدافها الواجبة التحقيق، بل الأكثر من ذلك أنها اشترطت أن يكون بمواصفات خاصة تجعله جيدا من أجل تنمية الانسان ذاتيا قبل تنمية محيطه وبيئته، وهو ما سيؤدي حتما في نهاية المطاف إلى تكوين رأس مال بشري جيد.
يعتبر رأس المال البشري من المقومات الأساسية التي ترتكز عليها التنمية بجميع صورها، باعتباره من العناصر الإنتاجية الهامة، وهو ما يفسر التركيز عليه في مختلف الاستراتيجيات والخطط التنموية التي تتبناها العديد من الدول وإلى جانبها بعض المنظمات الدولية التي تشترك معها في هذا الهدف، لا سيما منظمة الأمم المتحدة، التي وضعت خلال هذه الألفية مخططين تنمويين؛ الأول منهما كان ابتداء من سنة 2000 وانتهى سنة 2015، والثاني المعتبر تكملة للمخطط الأول انطلق سنة 2016 ويستمر العمل على تنفيذه إلى غاية سنة 2030.
أهداف الدراسة:
1- التعرف على دور التعليم الجيد في تنمية الرأس المال البشري.
2- تحديد العلاقة بين أبعاد تنمية الرأس المال البشري (معرفة العاملين، خبرة العاملين، مهارة العاملين التدريب، روح الابتكار والتجديد).
3- تقديم نماذج وتصور للتعليم الجيد في المؤسسات التعليمية.
4- تقديم بعض التوصيات والمقترحات لمتخذي القرار ومساعدتهم في تطوير مؤسسات التعليم.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة من أهمية الموضوع في حدّ ذاته؛ حيث أنها ستقدم إطارا نظريا هاما وذلك من خلال استعراض التجارب والدراسات السابقة ومحاولة الاستفادة منها في المؤسسات التعليمية، فقد تباينت وتضاربت كثيرا من النتائج التطبيقية (التجريبية) للدور الإيجابي المفترض أن يضطلع به الرأس المال البشري في النمو الاقتصادي للدول، مما خلق جدلا علميا حول هذا الموضوع الذي لايزال قيد الدراسة. وبالنظر الى هذه الأهمية التي يكتسيها موضوع الاستثمار التعليمي في الرأس المال البشري بالنسبة لكل الدول، فإن أغلبها تحاول تطوير ذاتها عن طريق القوانين والمواثيق الدولية بعقد شراكات فيما بينها.
كما تكمن أهمية الدراسة بيان دور التعليم الجيد في تنمية الرأس المال البشري من خلال أبعاده المختلفة (معرفة العاملين، خبرة العاملين مهارة العاملين، التدريب، روح الابتكار والتجديد).
ترتكز التنمية بشكل كبير على الاستخدام الفعال للموارد البشرية والمادية التي تمتلكها أي دولة، على اعتبار أن نوعية هذه الموارد التي تلعب دورا كبيرا في تحقيق التنمية واستدامتها تؤسس بالتعليم وعليه لاسيما الجيّد منه، وهذا ما يفسّر اهتمام العديد من الدول والمنظمات الدولية به باعتباره استثمارا إنتاجيا ووسيلة أساسية لقيام أي تنمية.
فقد أظهرت الدراسات الاقتصادية والنظريات التربوية أن العائد المالي من التعليم يقدر بثلاث أمثال من العائد المالي من الاستثمارات المالية في المجالات الأخرى، ثم ظهرت نظريات أخرى تهتم بقطاع التعليم وتجعل من الانسان قيمة رأس مال عالية وعاملا أساسيا مؤثرا في التنمية (موساوي 2014-2015) التي تقوم بشكل رئيسي على تنمية الموارد البشرية، فتغيرّت بذلك نظرة الدول لأولويات التنمية وأسسها، لتعتمد أساسا آخر ينطلق من تنمية رأس المال المادي إلى تنمية الانسان في حدّ ذاته، لما له من قيمة اقتصادية تزيد بتعليمه تعليما جيدا مستداما.
من هذا المنطلق ومما تقدم في بيان العلاقة بين رأس المال البشري والتعليم الجيّد واستثماره في تنميته، يمكننا ايجاز أهم النتائج التي تم التوصل إليها ضمن نقاط أساسية هي:
نتائج الدراسة:
1-أن رأس المال البشري هو هدف غير مادي قابل للقياس وللتطوير والتنمية.
2-أن رأس المال البشري يعد قوة اقتصادية هائلة يمكن أن تبني الدول عليها ازدهارها ونموها.
3-أن التنمية المستدامة تقوم على الانسان وبنائه ذاتيا، فهو في الوقت ذاته سبب التنمية وهدفها.
4-أن التعليم وأنظمته يعد من أهم الأسباب الفاعلة في تنمية رأس المال البشري.
5-أن نوعية التعليم تؤثر في تغيير نسبة التنمية زيادة ونقصانا، وهو ما أكّده الواقع من خلال تجارب بعض الأنظمة التعليمية الدولية.
بناء على هذا نرى ضرورة تفعيل دور التعليم الجيّد في استثمار رأس المال البشري وتنميته انطلاقا من بعض التوصيات، والمتمثلة في:
التوصيـــــات
1-التأكيد على تطوير المهارات المعلوماتية لكافة العاملين بقطاع التعليم لينعكس ذلك على البرامج التعليمية، وتكون على مراحل لتحقيق الاستفادة المثلى لتلك البرامج.
2- التركيز على عقد الندوات وورش العمل والدورات التدريبية لكافة العاملين بقطاع التعليم بشكل دوري ومستمر والعمل على نشر ثقافة المنافسة بينهم وتقديم كافة الحوافز التشجيعية لهم في أوقات محددة في العام الدراسي.
3-حث الدول على العمل على تخصيص ميزانية تستقطع من كافة الوزرات لدعم العملية التعليمية بصورة دائمة، لما للتعليم المستدام من أثر إيجابي في زيادة نسب التنمية.
4- تشجيع الدول النامية على تغيير أنظمتها التعليمية الفاشلة واستبدالها بأخرى ناجحة لدول متقدمة، مع ضرورة تكييفها بما يتلاءم وأوضاعها.
5- العمل على توقيع شراكات مع الدول المتقدمة التي حققت نجاحات باستثمار أنظمتها التعليمية لتنمية مواردها البشرية، لاسيما الدول التي حققت في ذلك مؤشرات عالية.
6- المتابعة المستمرة لقياس التنمية ومؤشراتها خصوصا في قطاع التعليم بمختلف أطواره، في الدول المستهدفة بالمخططين الأول والثاني للتنمية المستدامة للألفية.
رأس المال بشري، التنمية المستدامة، أهداف التنمية المستدامة، التعليم المستدام، التعليم الجيد
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة