الضعوط النفسية - مصادرها - كيفية مواجهتها
أ. د سومة أحمد محمد الحضري | Prof. Dr. Soma Ahmed Mohamed Elhadary
17/03/2022 القراءات: 3285
نتعرض جميعنا من المهد إلى اللحد للكثير من العواقب والآلام والأمراض والقيود والحروب والكوارث الطبيعية والمشكلات التي تكون قد في كثير من الأحيان أكبر من قدرة تحملنا وعند حل هذه المشكلات نشعر بالسعادة ولكن مجرد ما نشعر بالراحة تظهر أمامنا عقبات ومشكلات أكبر تتطلب منا مواجهتها وحلها فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة ، هذه المعاناة تسمى في علم النفس الضغوط النفسية التي لا مفر منها ، ولقد عبر القرآن الكريم أبلغ تعبير عن حجم المعاناة النفسية التي يعيشها الإنسان منذ بدء الخليقة في قوله تعالى " لقد خلقنا الإنسان في كبد " آي في تعب ومشقة يكابد ويثابر ويقاوم (وهو أظهر التفسيرات والأقوال).
فما هي مصادر الضغوط النفسية ؟ هي كل ما يتعرض له الإنسان من عوامل أو أسباب أو مواقف تشعره بالتوتر والقلق وتهدد استقراره وسعادته فهو مصدر للضغوط قد تكون مصادر أو أسباب داخلية خاصة بالفرد نفسه مثل شعوره بالقلق من أمر ما أو إنه يعاني من صراع في أخذ قرار في موضوع معين أو شعوره أحيانًا بالحزن والإكتئاب أو بالاحباط والفشل وضعف ثقته بنفسه ، وقد تكون مصادر الضغوط خارجية من البيئة التي يعيش فيها مثل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها وعدم كفاية المرتب أو عدم وجود عمل ودخل يكفي أسرته وراتفاع تكاليف الزواج وغيرها من هذه الأمور، أو يكون المصدر من الناحية الإجتماعية أو ما يعرف بإسم الإجهاد الاجتماعي لشعوره بالقلق والتوتر في المواقف الاجتماعية ونقص التفاعل مع الآخرين وتجنب اللقاءات والعزلة ، أو مصادر أسرية كموت أحد أفراد الأسرة أو الصراعات الأسرية والانفصال أو وجود طفل معاق أو مريض مرض مزمن داخل الأسرة ... وقد تكون مصادر صحية أو جسمية كالمرض أو إساءة استخدام العقاقير التي نتج عنها مرض عضوي أو صعوبات النوم أو اضطرابات الأكل ومراحل النمو والبلوغ وغيرها ، وقد تكون البيئة الفيزيقية ومتغيرات العصر والتكنولوجيا مصدراً للضغوط.
كيف نواجه الضغوط ؟ جميعنا يستخدم مهارات وأساليب مختلفة لحل ما يواجهه من مشكلات للتخفيف من حدة الشعور بالتوتر والقلق لطالما وُجد الحدث الضاغط ، يتم اكتساب وتعلم هذه الأساليب من الأسرة أو من خبرة الحياة اليومية وغالباً عندما ينجح هذا الأسلوب نستخدمه مرة أخرى في حل مشكلة جديدة وهو ما يسمى في علم النفس أساليب أو استراتيجيات مواجهة الضغوط تختلف من شخص لأخر فما يستخدمه أحد الأشخاص قد لا يستخدمه الأخر وقد ينجح أحدنا في مواجهتها وقد يفشل الآخر ، وتتطلب هذه الأساليب أمرين مواجهة شخصية من الفرد ، ومواجهة بيئية وهي المساندة الإجتماعية من المحيطين به ، ومن هذه الأساليب والأكثر شيوعاً:
التخطيط : ويعني وضع خطة منظمة ومتكاملة لمواجهة الحدث أو الموقف الضاغط وتحليل عناصر المشكلة والنظر إليها من جميع جوانبها بايجابياتها وسلبياتها.
التقييم الإيجابي للموقف : ومعناه إعادة التفكير في المواقف الضاغطة بطريقة إيجابية وترك السلبيات والاعتقاد بأن الموقف مهما كان ضاغط وسيئ يمكن مواجهته وتجاوزه وتحقيق نتائج إيجابية وتوقع الخير دائمًا.
التكيف الديني والروحاني : وهو الاستعانة بالعبادات واللجؤ إلى ذكر الله والصلاة والرضا بالقضاء والقدر وذلك لتقبل الموقف الضاغط والتخفيف من حدته.
الهروب والتجنب : وهو أسلوب احجامي يحاول الفرد تجنب المواجهة المباشرة مع المواقف الضاغطة ويكتفي بالإنسحاب والاستسلام .
ولنكن على يقين طالت المشكلة أم قصرت فلابد لها أن تزول فقط السعي للحلول متوكلين وعلى يقين أن الله كريم إذا ذكرناه إطمئنت القلوب.
{الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ}
والله أسأل لي ولكم العفو والعافية وأن نحيا حياة طيبة.
الصغوط النفسية - مصادر الضغوط النفسية - أساليب مواجهة الضغوط
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع