مدونة عبد الباقي العفاقي الفلاح
شغل الوباء الخليفة والأمير
عبد الباقي العفاقي الفلاح | ABDELBAKI ELAFAKI FALLAH
24/07/2020 القراءات: 4416
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
أعزائي القراء :
أحببت أن أشارككم هذه القصة التي نستفيد منها دروسا في ظل الوباء الذي أحاط بنا وبالعالم
خرج الخليفة (عمر~) يوما من المدينة قاصد الشام متفقدا أحول الرعية والأمير.
فلما قارب الوصول، خرج الأمير مع حاشيته مستقبلا ومرحبا.
وبعد التحية والسلام .... ألقى إليه خبرا وهو متردد بين الحرص والحياء.
فقال الأمير للخليفة: إنه قد وقع بالشام وباء عظيم يحصد الصالح والطالح، فماذا أنت فاعل؟
سكت الخليفة برهة وقال: هذا أمر لا بد فيه من مشورة.
فاستشار الخليفة حاشيته في العودة أو الدخول.
فمنهم من أشار بالعودة، ومنهم من أشار بالدخول.
فقرر الخليفة العودة أخذا بالرأي الأول حفاظا على الأنفس.
فباغته الأمير (أبو عبيدة ~) بقوله: >أتفر من قدر الله؟ <
أجابه الخليفة (عمر~): > لو غيرك قالها يا أبا عبيدة .... نعم أفر من قدر الله إلى قدر الله <.
وبينما الحوار قائم بينهما، إذ طلع عليهما رجل اسمه (عبد الرحمن بن عوف~) فقال: عندي في هذا الأمر علم من رسول الله ‘.
فقالا له: وماذا عندك؟
قال: سمعت رسول الله ‘يقول: > إذا وقع الوباء بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه <.
فقالا في أنفسهما: قطعت جاهزة قول كل خطيب.
فلما بزغ الفجر.
أقفل الخليفة راجعا إلى المدينة، وأقفل الأمير راجعا إلى الشام.
لم تنته القصة بعد.
بعد رجوع الأمير إلى موطنه أصيب بذاك الوباء القاتل فمات شهيدا ~.
فخلفه أمير آخر واسمه (معاذ بن جبل ~).
وقبل أن يرتب شؤون إمارته أصابه الوباء، وأصاب ابنه وزوجته فماتوا جميعا ·.
فأُمر على الناس أمير ثالث كان يلقب بداهية العرب.
إنه عمرو بن سعيد بن العاص ~.
وبعد تربعه كرسي الإمارة.
قام خطيبا في الناس: " أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبلوا منه في الجبال ... إنه رجس مثل السيل، من ينكبه أخطأه، ومثل النار من ينكبها أخطأته، ومن أقام أحرقته وآذته.
فقام رجل معترضا وقال: " كذبت والله ... وكأنه يقول مثل قول الأمير الأول >إنما هو قضاء وقدر<.
فقال له الأمير عمرو ~: " والله ما أرد عليك ما تقول "، " وايم الله لا نقيم عليه ".
ثم خرج وخرج الناس فتفرقوا في الجبال، فرفع الله الوباء عنهم.
فبلغ ما كان من شأن عمرو إلى الخليفة >عمر بن الخطاب< فسر بذلك الرأي وأعجبه.
فنعم الخليفة، ونعم الأمراء، ونعم الرعية.
كيف تعامل الصحابة رضوان الله عليهم مع الوباء
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع