مدونة فاطمة عيسى محمد


ثقافة السلام وتعزيز الأمن الفكري

الدكتورة : فاطمة عيسى محمد | Dr.fatma Essa Mohammad


12/02/2021 القراءات: 3919  




ثقافة السلام وتعزيزالمن الفكري
ورقة عمل مشاركة في ملتقى المركز الخليجي للمعلومات والوثائق – الكويت (دعم ثقافة السلام في الفكر العربي )
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
السلام الذي هو مجموعة من الأنماط السلوكية التي تدفع الإنسان إلى احت ارم الآخرين ورفض
الإساءة أو استخدام العنف معهم، وهو في الأساس نابع من ديننا الحنيف الذي يرفض كل أشكال الإساءة ، ويدعوا إلى السلام والى نشر المحبة والأخوة ، وقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل والقدوة الحسنة ؛عندما آخى بين المهاجرين والأنصار في بداية تكوين الدولة في المجتمع المسلم .وحرص على نشر المحبة بينهم ، كما حرص على الوحدة والسلام بين القبائل المتناحرة ؛ لكي تصفو النفوس وترقى الأرواح ؛ فتصل بالإنسان إلى درجة عالية من السلام والأمن النفسي والفكري ؛ وتكون
اللبنة القوية لأساس تكوين المجتمع المتماسك.
لقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم منذ بداية الدعوة على أهمية الأمن ونشر السلام في المجتمع ، فيقوله: ِ ِِ " لا تَحاسدوا ، ولا َتناجشوا ، ولا َتباغضوا، ولا َتدابروا، ولاَيبعَْبع ُضُكم على َبْيِع بعض، وكونوا عباَد اللّه إخوانًا "(متفق عليه).
فرسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هي رؤية تربوية متكاملة، والتي يمكن أن نذكر خصائص منهج نشر السلام في الفكر الاسلامي من خلالها ، كالآتي:
1-الرعاية الشاملة .
منظومة الأمن الفكري الإسلامي بدأت بالفرد منذ تكوينه في بطن أمه؛ بل من لحظات الارتباط
الاجتماعي بين الوالدين بحسن اختيار الزوجة ؛ ومرو را بسائر مراحل نموه العمرية ، وهو مايمكن أن نطلق عليه الرعاية الشاملة للفرد؛ حيث يقدم له الإسلام جرعات مناسبة لحمايته من الانحراف الفكري بحسب احتياجاته النفسية الجسدية والعقلية ، إضافة لما يعتريه من تغي ارت فسيولوجية في م ارحل النمو.
2- التكاملية.
أن الرعاية التي يقدمها المنهج الإسلامي في التربية ، هي منهج متكامل للأمن الفكري؛ لأنها تسمو بالإنسان روحًيا ، وعقلًيا، وخلقًيا ، ومادًيا واقتصادًيا ، واجتماعًيا ، ليرقى بفكر هذا الإنسان إلى
أفضل المراتب في شتى المناحى، ودعا إلى المحافظة على العقل بالتفكر والتدبر.
3- الوسطية . حرص الإسلام على نشر السلام ، وتحقيق الاعتدال والوسطية بالتوازن بين النظرية والتطبيق ،
وبين المصالح الفردية والمصالح العامة دون أن يطغى أحدها على الآخر ، كما وازن بين المصالح الدنيوية والأخروية في تناسق تام لتحقيق الأمن التربوي في المجتمع المسلم بعيًدا عن التشدد والتشدق أو التساهل والتحرر .
4- التهذيب السلوكي .
الأمن الفكري في الإسلام غرس في النفوس الأمن والطمأنينة والسلام ، لأنه يقوم على التكافل
المجتمعي والمساواه، دون تمييز بين عرق أو لون أو جنس، وهَّذب السلوك البشري،
. 5-المسؤولية الفردية.
لقد رسخ الإسلام العقيدة السليمة والأخلاق في نفوس العباد ، فشرع لهم حدود المسؤولية الفردية ، وعلمهم المسؤولية الأخلاقية ، وبين لهم حدود العلاقة بين الإنسان وربه، وأنه مخير
دينه وأنالله هوالذي يحاسبهم على أعمالهم، ثم حدد النظم والقوانين لبيان جوانب السلام ، والأمن الاقتصادي والسياسي، وأنهم مستخلفين في الأرض على كل ماخلق الله ومارزقهم من ِنَعم، فبين لهم نظرية الاستخلاف .
. 1 - ناشد، محمد محمد(1997)الفكر الإداري في الإسلام، دبي، دولة الإمارات: مطبعة مركزجمعة الماجد، ص15.

التوصيات :
- الد ارسة الواعية لشخصيات وأعلام الفقه الفكر الإسلامي لتلمس جوانب السلام .
- صياغة موسوعة في الأمن الفكري لتكون منهاجًا للمربين تغنيهم عن النظريات الغربية؛ لخلق طوق نجاة وبيئة مستدامة متحصنة ضد التأثيرات السلبية والمعوقات الفكرية.
- اعتماد الآ ارء التربوية عند المتقدمين كمنهج للدو ارت التربوية لتحقيق الأمن الفكري .
- توظيف وسائل الإعلام المختلفة ، وقنوات التواصل الاجتماعي للتوعية بأهمية نشر السلام ، وحماية الشباب من الانحراف الفكري والانحراف الخلقي .
- التأكيد على أن التجديد في الفكر التربوي الإسلامي ليس معناه هدم أساسيات الإسلام ؛ وانما إعادة بناء وتمحيص الفكر التربوي الإسلامي من الشوائب التي علقت به من أفكار وبدع.
- تكاتف الجهود للعمل على حماية الفكر من التغريب الثقافي المتعمد لطمس هوية الإسلام التي هي أساس السلام في كل عصر .


ثقافة السلام -الأمن الفكري - الشمولية - الفكر الإسلامي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع