اللغة العربية قبل كل شيء هويتي
مها محمد علي شرف | Maha Sharaf
01/04/2019 القراءات: 6226
اللغة العربية هويتي اللغة العربية هي مرآة حضارتنا وثقافتنا فهي الأداة التي نبثت بها وجودنا وعزتنا فهي قبل كل شيء هويتنا اللغة مرآة حضارتنا اللّغةُ العربيّة الفُصْحى هي هويتنا كما يُؤكد علماء اللغة. واللّغة العربيّة هي هوية الأمة العربيّة الإسلامية . فهي وعاء تاريخها وحضارتها ودينها وعلومها وفنونها، وهي أداة الأمة لتحصيل العلوم والمعارف والحضارة في المُسْتَقبل. وإذا كانت اللّغة العربيّة الفُصْحَى لاتختلف عن لغات العالم الأخرى في هذه المعاني السّابقة فإنها تختلف جذرياً عن جميع لغات العالم في أنَّها لغة عقيدة وشريعة إنسانية عادلة كانت سبباً في مناعة وقوة وصلابة أبناء العربيّة. يقول الدكتور أسامة الألفي في كتابه(اللُّغة العربيّة): "لقد ذهبت دراسات علمية حديثة إلى أنَّ اللّغة العربيّة كانت من أسباب قوة العرب وصلابتهم. ونشرت جريدة الأهرام على لسان الباحثة سهير السكري وهي باحثة مصرية تعمل في مجال اللغويات بجامعة "جورج تاون"الامريكية نقلاً عن كتاب(الإسلام المقاتل) للكاتب الإنجليزي "ايه جانسر" أنَّ الباحثين الإنجليز والفرنسين تحيروا في أسبابِ صلابةِ الإنسان العربي الّتي مكنته من فتح ماحوله من بلدان وحتى حدود الصين والهند. فأجروا دراسات مكثفة أسفرت عن الوصول إلى أن تحفيظ الطفل العربي القرآن الكريم بمافيه من فصاحة تراكيب وصيّغ بلاغية قد حمى الإنسان العربي عن إزدواجية اللغة والوقوع في براثن العامية، فضلاً عما اكسبته قراءته للقرآن الكريم وحفظه له من طاقة نضالية وصلابة خلقية". فأهمية حفظ القرآن الكريم وتلاوته له دور جلي في اكتساب المُلكة اللسانيّة وهذا ما نراه بشكلٍ واضحٍ بين الطلابِ الذين يدرسون ويحفظون القرآن الكريم إلى جانبِ دراستهم الأساسيّة. حيث نجد فرقاً واضحاً بين هؤلاء والطلبة الآخرون الذين يدرسون المناهج الدراسيّة والتي لا يدخل فيها حفظ القرآن الكريم. إنَّ اللّغة العربية الفصحى تمتاز عن بقية لغات العالم بخصائصِ عديدة ،ولايمكن مُضَاهاتها بأيَّة لغة حية أو ميتة . وهنا نسأل أنفسنا ما هي الأسباب التي جعلتنا نبتعد كلّ هذا البعد عن لغتنا.؟لماذا نجد في أشعار حسان بن ثابت وعمر بن أبي ربيعة وجرير والفرزدق وبشار وغيرهم أرفع البلاغة والفصاحة؟. فهؤلاء العباقرة وغيرهم سمعوا الشعر الجاهلي، بالإضافة إلى العكوف على القرآن الكريم؛ الذي حفظ الله به لنا النطق الصحيح والحديث الذي عجز البشر الإتيان بمثليهما. إذًا هناك فجوة كبيرة اليوم وما بيننا وبين أهم المراجع الأساسية التي لها دور في تقوية لغتنا. ألا وهو (القرآن الكريم والحديث والشعر الفصيح).فنحن لو انطلقنا من مبدأ الحفاظ عليها واتخاذها هويتنا قبل كلّ شيءٍ. لكانت هذه المصادر والمراجع من أسس الأولويات المهمة التي يجب أن نحفظها ونتعلمها قبل أي لغة وأي مادة أخرى. فاللغة العربيّة يجب أن تكون أداة ووسيلة ورسالة تعكس حياتنا وثقافتنا وحضارتنا وليس فقط مجرد لغة وإيصال تراثنا للأمم الأخرى، كونها أداة لا تقدر بثمن للتواصل والتفاهم بين الثقافات.وهنا نستطيع أنْ نحملها كهوية بكلّ فخر،ٍ ولكن الهوية لا تأخذ سِمَتها ومَكانتها بيننا إلا من وضعِ أسسٍ ومعايير حقيقية نتخذها في حياتنا اليوميّة. فمثلاً أبناؤنا كيف لهمْ أنْ يُحافظوا عليها ويجعلوا منها الأساس قبل أي أمر آخر. هنا يقع الدور على الجميع من الأسرة إلى الجمعيات والمؤسسات التي عليها الإهتمام بهم لغوياً وثقافيا،ً وتشجيعهم في وضعِ برامج آليّة باللغة العربيّة ؛لتكون بديلاً عن البرامج الأجنبية من أجلِ المحافظة على اللغة العربية، لأنَّها منبعُ الهويةِ والوجود. وهذا الأمر مسؤولية الجميع من محاضرين وباحثين وإعلامييّن ،فعليهم عقد المُنتديات ،والمؤتمرات، للحثّ على الإلتزام بها في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والإتصال الإجتماعي، فكلّ ذلك له شأن في رفعتها، والحفاظ عليها لتكون هويتنا، ونبراسنا الذي ينير لنا وجودنا وحضارتنا وقوتنا
اللغة العربية. واقع اللغة العربية. مقارنة. مصير اللغة العربية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة