لا بد من مقدس جامع مطلق ، يحدد الرؤية ، ويحفـز الإرادة ، ويوحد المجتمعات ، فالحق والعدل والسلام ، كلها مفاهيم مقدسة مطلقة ، قد يتم التعبير عنها من خلال حاجات الناس الثابتة إلى الأمانة والنزاهة والمساواة وتكافـؤ الفرص ، وتلك كلها ، ومعها غيرها، وإن كانت تستحق أن توضع موضع البوصلة الموجهة ، فإن تمثلات الناس ومساعيهم ،ولو في اتجاهها ومن أجلها ، كل ذلك غير مقدس ولا معصوم ، بل إنساني خاضع لسياقات الاجتماع وتحولات الواقع ، فكيف إذا مال بهم التعصب أو طاشت بهم الأهواء ؟
لا بد من التمييز إذن ، ولا بد للتمييز من معايير ، ولا بد للمعايير من تحيين يقربها إلى أفهام الناس في حياتهم اليومية المتغيرة باستمرار
من كتاب " الدين والتاريخ ومتطلبات المستقبل " مخلص السبتي ص : 116