مدونة بلمقدم يحيى


ما معنى أن نفكر بأنفسنا

بلمقدم يحيى | Belmokaddem yahia


09/10/2020 القراءات: 3577  


من خلال نماذج التفكير التي ذكرناها في الجزء الأول (اللاعقلانية، العقلانية، عقلنة اللاعقلانية)، يمكننا أن نحدد معنى أن نفكر بأنفسنا بطريقة عقلانية فنقول: أن تفكر بنفسك - هذا التفكير لا يمكنه أن يخرج بأي حال من الأحوال عن النماذج الفكرية التي سبق وأن فكر من خلالها الفلاسفة، والمفكرين الاجتماعيين، والعلماء، والباحثون، حيث تصنف إلى: النموذج الفوق الطبيعي، النموذج الطبيعي، النموذج الثقافي، النموذج الآني... - يعني أنك تبتكر، وتبدع، أو تخترع شيئا لم يسبق لأحد أن تناوله، أو أشار إليه معتمدا في ذلك على نفسك، أي على عقلك وحدك، ولا يشاركك أحد في ذلك، وهذا لا يعني أنك لم تتأثر بالمفكرين، المبدعين، والمخترعين، أو لم تقرأ ما كتبوا، لكن الطّبيعة البشريّة وطبيعة التفكير من خلال العقل الذي يرتكز على جميع الحواس، تقتضي أن نفكّر ونتصوّر الأشياء من خلال المحيط الّذي نعيش فيه من خلال مثلا "المشكلات" الّتي تعاني منها البشريّة، أو لتطوير ما وصلت إليه الانسانيّة من معارف واختراعات على جميع الأصعدة. فلا يمكن لأحد أن يتصوّر شيء خارج نطاق ما جاءت به الآلهة (حسب اعتقادات البشر المختلفة، أو الطّبيعة...)، فحتّى من ينتمون في تفكيرهم للتفكير اليوتوبي، أو الطّوباوي أمثال "أفلاطون" الذي تصور الجمهورية الفاضلة، و"جورج أورويل" الذي تصور مجتمع سماه أوسيانيا بلغة جديدة ... وغيرهما من الذين كان تفكيرهم طوباوي. يجدون أنفسهم تصوّروا أشياء خيالية، ولا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، لكنّها في الأخير هي مستوحاة من الفكر الدّيني، أو ما هو موجود في الطبيعة، والواقع المعيش، والملاحظ. يمكن الجزم بأنّ تفكير الفرد بنفسه إذا كان وفق عقلانيّة منطقيّة علميّة، هو الأمثل لإيجاد الحلول للمشاكل الّتي تعيشها المجتمعات المعاصرة، بعيدة عن "الوعي الوهمي" الّذي سيطر في هذا العصر المليء بالتّناقضات. إنّ التّفكير أخذ عدّة اتجاهات منذ أن خلق آدم، فهو الّذي أنتج و طوّر معارف بكلّ أنواعها، من خلال المفكّرين الّذين أبدعوا في الفكر، حيث جاءوا بأفكار، ومعارف تنفي ما قبلها بفعل التجارب والمناهج العلميّة بعدما كشفت عن أخطائها العلميّة والمنهجيّة، ولعلّ أحسن مثال في ذلك على الاطلاق حسب اعتقادنا خلال القرن 14 م مع المؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون... جعلوا قطيعة بين المعارف السّابقة والمعارف اللاّحقة، ويعتبرون ذلك ثورة فكريّة تقوم ضدّ أفكار سابقة فتنفيها مثل: "توماس كوهين" وغيره من الفلاسفة والمفكّرين. وآخرون واصلوا ما جاء به الأوّلون في ذلك، وهم الّذين يؤكّدون على أنّ المعرفة والفكر في تراكم مستمر.


العقل، التفكير، العقلانية، اللاعقلانية، عقلنة اللاعقلانية، الوعي الوهمي.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع