الحوار مع الذات يساهم في في
عبد الحق بن درى المغربي | Abdelhak bendra Almagheribi
03/12/2020 القراءات: 1010
الحوار مع الذات
تأتي بعض اللحظات التي يحتاج فيها الانسان ان يجلس مع نفسه في حوار صريح وصادق، يحاول أن يراجع شخصيته مساره وتطلعاته المستقبلية. هي فرصة للتفكير مع النفس بصوت مرتفع والوقوف على مكامن الخلل والبحث عن الحلول او الطرق المناسبة. الحوار مع الذات صراحة داخلية وصدق صاف يخلو من كل الشوائب للمضي قدما بحياة الانسان والسعي نحو الأفضل.
لقد أصبح هذا الموضوع مجالات للدراسات والبحوث العلمية، وخصوصا علم النفس النمو حيث الوقوف على الابعاد النفسية في دراسة الفرد. لابد في هذا الموضوع الوقوف على بعض النقاط الأساسية التي اعتبرها محددا للحوار مع الذات ومصارحتها.
أولا: مراجعات شخصية
ان ما يعرفه العالم في الآونة الأخيرة من تطورات سريعة، وما يعيشه الفرد من تحولات وتغيرات مهمة تتطلب معه المراجعة المستمرة لسلوكاته ومواقفه، التحول السريع في الحياة اليومية ومع الحضور القوي للعالم الرقمي حيث النقاشات المتنوعة على صفحات التواصل الاجتماعي التي تسعى دائما الى جعل الاخر يتقاسم مع الجميع ما يفكر فيه. ولعل ما اشتغل عليه الباحثون في علم الاجتماع والفكر الفلسفي حين يتحدثون عن النقد الذاتي او النقد المزدوج مع المفكر عبد الكبير الخطيبي تجعل الانسان في مراجعات مستمرة لذاته، التي تتطلب نوعا من الجرأة والموضوعية للوقوف على مكامن الخلل. نقد يوجهه الفرد لنفسه ولشخصيته قبل الاخربن. كما اجتهد علماء النفس النمو في الموضوع حول الابعاد الإيجابية لهذه العملية على الدماغ.
مراجعات تحتاج التخلي عن كل ما من شأنه تدمير المعنويات الإيجابية والتشاؤم وجلد الذات
أكثر من اللازم، الشيء الذي من شأنه تضييع الفرص والوقت على صاحبها. هي عملية من اجل استرجاع الثقة وبعث الامل في النفس واستشراف المستقبل، أمام تغول الفشل الى النفوس والابذان.
ثانيا: تسطير الأهداف
ان من اهم إيجابيات الحوار مع الذات هو الاستفادة من الأخطاء والاختلالات التي يقع فيها الانسان، على اعتبار ان الحياة هي مدرسة تفيد وتستفيد، تعطي وتأخذ وبالتالي على الانسان يضع أمامه إنجازاته واعماله ومستوى التقدم فيها والتراجع، لكن لابد من تسطير. الخطط المستقبلية في الجانب الشخصي والمهني والأكاديمي وان لا يترك للعبث مجالا في حياته. ذلك أن هذا الامر يساعد الانسان على تكوين حياته والبحث عن الأفضل والاجود في الحياة، وأن لا يتوانى في وضع تحديات مستقبلية يسعى لاختراقها وتحقيق الممكن فيها.
إن الانسجام مع الذات ومصارحتها لا يمكن ان يتحقق بشكل فوضوي وعشوائي، ولا بمحض الصدفة، وإلا فهو إما كذب عن الذات او خذلان لها، لاسيما وأن الانسان يملك من القدرات والمؤهلات ما يجعله تجاوز كل الصعوبات او أغلبها إذا حارب الانسان الإحباط والفشل وفقدان الثقة في النفس. ولا يختلف اثنان في أهمية عملية التخطيط والبرمجة وفق الإمكانيات المتاحة بعيدا عن الاتكالية والانهزامية وفقدان الامل والنظرة السودوية القاتمة التي تقل في الانسان كل من شأنه دعم قدراته ومؤهلاته.
إن ما تعرفه الحياة الإنسانية من تطورات سريعة لا يمكن ان يبقى الانسان حبيس حياته الروتينية ولا ان يبقى يتحسر ويعيش الألم بداخله دون أمل في التغيير، فلابد من وقفات يقوم بها الانسان بين الفينة والأخرى لتحقيق المزيد من النجاح والتطور والازدهار، وليس هناك شيء في هذه الحياة يستحق ان تضحي من اجل قبل نفسك أولا حتى لا تكون ضحية بعض الأوهام او التصورات الفارغة، فعش حياتك كما تريد ودع الاخر يتصرف كما يشاء.
الحوار_ الذات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف