الاهتمام بالمعلم سبيل النهوض بالتعليم الازهري
عبدالرحمن علي محمد أحمدالنجار | ABDELRHMAN ALY MOHAMED AHMED ELNAGGAR
20/11/2023 القراءات: 1478
الأزهر هو أمل الأمة الإسلامية والسبيل للخروج من كبوتها واستعادة ريادتها ومكانتها المفقودة, ولن يحدث ذلك إلا إذا استعاد الأزهر قوته ومكانته, والسبيل لذلك هو تطوير التعليم الأزهري والنهوض به.. وهو ما استبشرنا به خيرا بقدوم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي يعمل جاهدا للنهوض بالتعليم الأزهري, وكان ذلك واضحا في إنشائه شعبة العلوم الإسلامية الجديدة بالمرحلة الثانوية لتمد الكليات الشرعية بجامعة الأزهر( أصول دين, شريعة وقانون, لغة عربية), وهذه خطوة نحو استعادة التعليم الأزهري مكانته في تخريج جيل من العلماء قادر علي تحمل المهمة الملقاة علي عاتقه في المستقبل, ويستطيع أن يحمل لواء الإسلام والدفاع عنه في كافة المحافل, وينشر سماحة ووسطية الدين الإسلامي, ولكن هذه خطوة تحتاج إلي مزيد من الخطوات, وفي هذا التحقيق سنحاول أن نرصد بعض المشكلات التي تواجه المعلم وطلاب المعاهد الأزهرية والتي تقف عائقا أمام استكمال المسيرة العلمية, لنضعها بين يد فضيلة الإمام الأكبر حتي نستطيع أن نتداركها في المستقبل.
تأهيل المدرس
من السهل أن نبني مدرسة ونطور منهجا.. لكن التحدي الأكبر هو تأهيل المعلم بحيث يكون قادرا علي تدريس هذا المنهج.. فهل مدرس التعليم الأزهري الموجود حاليا مؤهل نفسيا وتربويا لتحمل مسئولية إعداد جيل من العلماء يستطيع أن يحمل راية الإسلام ويدافع عنه في كل المحافل.. وهل المعلمون مؤهلون لتربية أولادنا قبل تعليمهم؟.
الإجابة بالنفي كانت أول ما استهل به الدكتور نبيل السمالوطي عميد كلية الدراسات الإنسانية السابق جامعة الأزهر كلامه وأرجع ذلك إلي أن المعلمين في المعاهد الأزهرية ليسوا مؤهلين تربويا, مشيرا إلي أن التأهيل التربوي فن يجب أن يكون المعلم مزودا به, فالمعلم لابد أن يجيد عدة مهارات وقدرات من أهمها أن يكون متمكنا في مادته العلمية وهذا هو الجانب العلمي أو المعرفي وأن يكون محبا للعطاء راغبا في إفادة الآخرين, وهذا هو الجانب النفسي لأن المعلم لا يعطي معلومات وخبرات ومهارات للآخرين فحسب لذلك لابد أن يكون لدي المعلم من الميول المهنية والنفسية ما يمكنه من هذا العطاء, كما يجب أن يكون علي دراية بالمهارات التربوية في تقديم المادة العلمية, وهذا هو الجانب التربوي.. فالمعلم لابد أن يكون متمكنا من طرق التدريس وأساليب تقديم المادة العلمية بشكل بسيط يتقبله ويستوعبه التلاميذ كل حسب قدراته الاستيعابية, كما يجب أن يكون المعلم قدوة حسنة يحتذي بها طلابه, وهذا هو الجانب الاجتماعي لإعداد المعلم.. فالمعلم يقوم بدور المدرس والأب والموجه والمرشد.. وهذه الجوانب المهمة في شخصية المدرس لا أظن أنها تتوافر لدي معلمي المعاهد الأزهرية أو خريج جامعة الأزهر الآن.
وطالب بأن يتم إدماج المدرسين في دورات تربوية, وأن يتم تكثيف هذه الدورات, وأن يكون هناك تقويم موضوعي للمدرسين يتم بناء عليه استمرارهم في الوظيفة التربوية أو تحويلهم إلي وظيفة إدارية.
وأكد ضرورة وضع ضوابط لاختيار المدرسين الجدد فيجب أن يتم انتقاؤهم من المتفوقين بجامعة الأزهر وذلك بعد عقد مقابلات شخصية لهم حتي نطمئن علي قدرتهم علي ممارسة العملية التعليمية, الأقدمية وحدها لا تكفي
ويضيف د. نبيل السمالوطي قضية إدارة المعاهد الأزهرية عادة ما يكون مدير المعهد هو أقدم المشايخ الموجودين داخل المعهد والأقدمية وحدها ليست هي السبيل للإدارة الناجحة, فالمدير الناجح يجب أن يكون لديه استعداد للعمل الإداري والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب, والتأهيل التربوي المناسب, وأيضا التأهيل الاجتماعي لإدارة المدرسين والإداريين والطلاب بشكل ناجح, وأن يكون قادرا علي متابعة العملية التعليمية والتربوية بنفسه وألا يقتصر عمله علي الوجود بالمكتب وإصدار قرارات إدارية, بل عليه أن يتابع المدرسين في فصولهم أثناء قيامهم بعملهم التعليمي, وقبل هذا كله يجب أن يكون لديه رؤية واستبصار لكيفية تطوير العمل التربوي, والتعليمي نحو الأحسن والأفضل.
كما يجب أن يكون مديروا المعاهد والموجهون والمفتشون علي مستوي أكبر من الوعي التربوي والاجتماعي والثقافي لا أقول بالنسبة للمواد الشرعية فقط ولكن لكل المتغيرات الاجتماعية المعاصرة وما يواجهه مجتمعنا الإسلامي من تحديات وأساليب مواجهتها, وأن نواليهم بدورات صقل إداري كي يكونوا مديرين ناجحين وأن يكون لديهم تقويم بصفة دورية لإبقائهم في الوظيفة أو ترقيتهم لوظيفة أعلي أو تركهم لهذه الوظيفة أصلا.
الاهتمام بالجانب التربوي
ويضيف د.نبيل السمالوطي: يجب أن ينقسم التعليم الأزهري إلي قسمين, الأول وهو الأهم.. الجانب التربوي بمعني محاولة بناء وتنمية شخصية التلميذ لكي يكون مسلما يتسم بالوسطية والفهم الصحيح للدين, وأن يكون عنصرا إيجابيا نافعا لنفسه وأسرته ومجتمعه وأمته الإسلامية, فبناء الشخصية هي الوظيفة التربوية للمعاهد الأزهرية..والأمر الثاني وهو الجانب المعرفي أو التعليمي يتعلق بتزويد الطلاب بالمعارف والمعلومات حسب قدرتهم الاستيعابية وبما يتماشي مع العلوم الشرعية الصحيحة وبما يتماشي أيضا مع أحدث المبتكرات التجريبية وتقدم العلوم في العالم كله في مجال العلوم الطبيعية والبيولوجية والاجتماعية.
وأوضح أن بعض المعاهد الأزهرية في الواقع لا تمارس الوظيفة التربوية لعدم وجود أنشطة وإمكانات كافية داخل المعاهد مثل الأنشطة الرياضية والثقافية والرحلات والذهاب إلي المسجد وخدمة المجتمع المحلي المجاور للمعهد, وأيضا لغياب المدرس القدوة في كثير من المعاهد الذي يقوم بأدوار متعددة مثل دور المعلم والأب والموجه والمرشد الذي يتعرف علي مشكلات أبنائه ويساعدهم في حلها, أ
سبل النهوض بالتعليم الازهري
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة