مدونة د. محمد عبد الجواد محمد البطة
من واقع تجربتي إليكم وصيتي في رحلة العلم والنجاح
د. محمد عبد الجواد محمد البطة | Mohammed Abd aljwwad Albatta
08/09/2020 القراءات: 2705
من واقع تجربتي إليكم وصيتي في رحلة العلم والنجاح
دكتور محمد عبد الجواد البطة
أحبابي وزملائي وأصدقائي في طلب العلم كلكم أصحاب تجربة خاصة كبيرة لها خصوصيتها، وجمالها، لم ينجح إنسان من عدم أو من فراغ، لأن في كل قصة نجاح هناك ألم وأمل، تحدي واستجابة، وفي هذا الخصوص أود أن أقول كلمات قليلة لأبنائنا الطلبة المقبلين على طلب العلم لكنها خلاصة تجربة طويلة، إن طريق العلم يا أحبابي هو طريق طويل وهو درب من دروب الأنبياء. والعلماء هم ورثة الأنبياء فاحرصوا أن يكون ميراثكم منه كبير.
فاعلموا يا أحبابي أن السير في هذا الدرب ليس سهلًا يسيرًا بل مليء بالصعوبات والتحديات والمعيقات لن يستطيع أن يتخطاه إلا أصحاب العزم والعزيمة فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ولكي تنجح وتصل إلى هدفك فاعلم أن للنجاح طريق واحد وللفشل ألف ألف طريق. وتحتاج للسير في هذا الطريق أن تتزود أولا بالتقوى فتزودوا فإن خير الزاد التقوى. فبالتقوى يزداد الايمان والثقة بالله، ويقول المولى في الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي)، والظن الطيب يا أحبابي هو الثقة بالله عز وجل، ثم الثقة بعدالة وشرعية هدفك، ثم الثقة بنفسك، وأنك قادر على تحقيق هدفك، والثقة هي مقاومة الفشل وتقبله على أنه أحد دوافع النجاح ففي الثقة يكمن الإصرار والعزيمة، وقوة الإرادة وتكمن صلابة الروح ومرونة الفكر.
ويجب أن تتسلح برضي الوالدين ثانيًا: فهناك قول مأثور (ما علمت من أحد ناجح في حياته إلا وكان له من بر الوالدين نصيب). فهذا السلاح الغريب العجيب الذي يفتح الله لك به كل باب مغلقًا ويسهل لك كل درب عسير. بفضل دعاء الوالدين لك ورضاهم عليك فاحرص عليه وعض عليه بالنواجذ.
فحين تسلك طريق العلم والنجاح ستجد في كل محطه وصلت لها أيدٍ طيبة كريمة تصفق لك وتدعمك، وأخرى لئيمة تنصب لك الفخاخ والمكائد لتهدمك،
في هذا الطريق سوف تتألم وتشقى وتعاني وتسهر وتمرض ولكن كل هذا يصبح له لذة وطعمًا خاصًا لن يعرف مذاقه أحد غيرك، لأنك أنت من عانيت أنت من سهرت أنت من اعتزلت وربما من استدنت وأخيرًا أنت من نجحت.
وأخيرًا في هذا الطريق ستجد من يقول طوبى لك بورك مسعاك، وستجد من يلقى طوبًة عليك ليعرقل ممشاك، ولكن اصبروا وثابروا فبالعلم نرتقي ونعلوا درجات ودرجات.
من واقع تجربتي، إليكم وصيتي، في رحلة العلم والنجاح
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع