التحول الإداري التفاعلي و مستوى السلطات الرسمية
أ.د نضال العزاوي | Prof.dr. Nidhal Al-Azawie
19/05/2021 القراءات: 5092
التحول الإداري التفاعلي و مستوى السلطات الرسمية إن الإبتعاد عن العلاقات الانسانية وعجز الإداري عن بناء جسور التواصل والتعاون مع المرؤوسين والزبائن والمجتمع هي أحدى المشكلات الأساسية في الإدارة العصرية، وليست المشكلة كما يعلن دائما في ضعف الإداري لجهله بالقوانين والأنظمة واللوائح وضعف مهاراته التقنية. ان الهدف الأسمى للقائد الإداري في عمله هو القدرة على الاتصال بالآخرين وسهولة الاندماج معهم وتفهم فلسفتهم ومعتقداتهم والتفاعل مع إمكانياتهم التي تحرك سلوكهم نحو العمل الإبداعي، والوقوف مع نتاجاتهم العلمية وتلبية احتياجاتهم ورغباتهم المهنية والمادية والأجتماعية وحتى العاطفية والنفسية ، لأن الإداري وجد لخدمة الجميع لا خدمة نفسه أو خدمة فئة على حساب اخرى. الحاصل في واقعنا ان الإدارة بشتى صورها تعطي الإهتمام الأول للمظاهر الإدارية والألتزام بالقوانين والأعمال المكتبية والفنية وتبتعد عن فن إدارة العلاقات الانسانية ، وتكتفي بتنفيذ التعليمات الرسمية وينسون او يتناسون إن رسالة أي عمل هي رسالة أنسانية بامتياز !!! لذا نجد في الغالب ينصب أهتمام الإداري على الشكل في رسالة المؤسسة من دون الاهتمام بمضمون هذه الرسالة أو الاهتمام بالقائمين عليها، وغالبا ما نجد سلوك الإداري قائم على التسلط والانتقام والتهور والجزع في التعامل مع المواقف اليومية وتحويل المواقف من مواقف عمل ومصلحة عامة الى مواقف ( مشخصنة ) بدرجة عالية، تهمل الى حد بعيد سياسة العمل للجميع الذي يعد أهم مواثيق العمل الجماعي الناجح. ومن خلال ذلك تكون النتائج سلبية دائما في الجانب الإنساني والذي يؤثر بدوره على الجانب الأدائي. وفي المقابل فان الإدارة التعاونية والإنسانية تجعل الإداري قائدا إدارياً وخبيرا اجتماعيا قادرا على احتواء المرؤوسين مؤمنا بتكامل الواجبات والحقوق للجميع.. حتى يصل الى الصفة المثلى وهي القدوة الحسنة في القيادة ويضع نصب عينه دائما قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ولّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوّموني.. وحينما مات الخليفة رضى الله عنه قال فيه أمير المؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه: رحمك الله يا أبا بكر لقد أتعبت من بعدك. ومن خلال ماتقدم فاننا نحتاج الى تحول اداري في شكل ومضمون هذا العمل يكون فيه الاداري الناجح ينماز بالإنسانية والتفاعل الأجتماعي، فضلا عن التواضع والصبر والحلم والأناة والرفق والبشاشة، ويهيئ المناخ الجيد للعاملين في احتضان التعدد الفكري واستيضاح الاراء وتنمية النتاج العلمي في خدمة المؤسسة، ويعمل معهم على تأسيس ديمقراطية العمل الإداري والعمل بها،حتى تتشكّل لديه بالنهاية شخصية القائد ذو النظرة الفاحصة والثاقبة في كل خطوة ما تجعله متدفق بدائرة عمله مثل تدفق شلال مدهش، ويتحرك حركة هادفة ومؤثرة لا منفرة كالشمس المتنقلة بين اروقة المؤسسة. وقد نواجه مع أصحاب هذا الرأي اعتراضاً على هذه الأفكار بحجة ان الإدارة في العراق (مركزية) !! وكذلك الحال مع اغلب الدول العربية التي تعتمد في سياقات العمل دائما على الإلزام وتنفيذ الأوامر بحذافيرها!!! سيما وان الإدارة الآن تحولت في الغالب الى إدارة موجهة الكترونيا.. نقول لهم: ان الدراسات في الإدارة الحديثة أيضا تحتاج الى تحول إداري إلى مايسمى ب(الهندرة) وهي هندسة الإدارة بصورة تعاونية وانسانية وتفاعلية يكون شكلها إدارة الالتزام والتزام الإدارة، وتتغلب من خلال الأداء الجمعي على توجيهات السلطات المركزية وصولا الى تنفيذ هذه التعليمات بروابط أخوية وثقافة ثقة وتعاون عاليتين، مع الاستقلالية في العمل المنظم وتحقيق أهداف المؤسسة المركزية وأهداف العاملين بها. وفي ضوء ماتقدم يجب القول بأن التحول الإداري الى إدارة تفاعلية وانسانية هي التي ترتقي بالإداري الى درجة القائد، والجميع يعلم أن القيادة ليست وظيفة ولكنها تفاعل وتأثير وإدارة منفتحة وتحدي يرفع تأثيرها القيادي فوق مستوى السلطات الرسمية.
التحول الإداري- الإدارة التفاعلية- السلطات الرسمية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
الادارة الرقمية تحل الكثير من المشكلات
تحل جانب من الموضوع لكن بدون جانب وجداني وتأثير وتأثر فلا يصلح ان يكون الاداري قائدا
الإداري الناجح هوَ مَن نجحَ في ضَبطِ سلوكهِ تحتَ سُلطانِ العَقلِ والأخلاقِ والشَّرعِ، فكانَ مُديراً لمملكةِ نفسهِ، وقائداً لها قبلَ أنْ يُفَكِّرَ في قيادةِ الآخرينَ وإدارةِ المشاريعَ، فكانَ مثالاً في دَماثةِ الأخلاقِ، وسَعةِ الصدرِ، والتوظيفِ الصائبِ، ومُلهِماً لمن حولَهُ ويرغبُ العاملونَ في دوامِ بقائهِ في مَنصبِهِ.وانت خير مثال في الإدارة الناجحة الأخلاقية
التسلط ودكتاتورية القرار صفات يمتاز بها أغلب رؤساء الدوائر عندما تشخصن الأمور عند أي طارئ لذلك تجد أن الفشل مصير أولئك خاصة عندما تعجز تلك المؤسسات التي يقودنها في تحقيق أدنى معايير النجاح. لذلك يقال ان القيادة فن.. حفظك الله ورعاك أخينا أبا اليمان وزادكم من علمه وفضله.
الاداري الذي لديه القدرة على المزج بين الادارة والقيادة يؤدي إلى ارتقاء في الاداء والروح المعنوية... كما أنه يؤدي إلى إخراج جيل جديد من القادة الصغار في المؤسسة لديهم القدرة على الابداع والمزج بين الاسلوبين... حفظك الله استاذنا القائد
اضافة متميزة للمقال اخي العزيز د.طارق وشهادتك نعتز بها 😇
الاخ العزيز شريف الضاري حياك الله عم.. يعني نستدل من كل ماعرض المهم في الادارة الناجحة هو أن أن تكون إنسانيا وأن تتبع طريق الحق وأهداف الخير فتكون عونا لكل ضعيف ومعلما لكل جاهل ومتعلما من كل ذي علم وباحثا عن كل حكمة ومساهما في كل خير ومحذرا من كل شر ورافضا لكل ظلم ومعارضا لكل باطل وان تتعامل مع الجميع على أن كل واحد منهم هو نفسك في مكان آخر وظروف أخرى .. مع تحيتي
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة