العناية بدعوة النّساء!
زهران عمر زهران | zahran omar zahran
29/12/2023 القراءات: 675
الحمد لله والصلاة على رسول الله, وبعد.
فإنه يغيب عن الساحة الدعوية الميدانية العمل الدعوي والتربوي الموجه لصانعات المجد والمستقبل -الإناث- مع أنّ الناظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنه جعل للنساء مكاناً في دعوته, في وعظه في إرشاده في إعداده, في بعثاته, في كل مجالات الدعوة والتربية وصناعة الأمة.
فلا عجب أن يختار الإيواء إلى خديجة رضي الله عنها مع وجود صديقه الصادق الصديق, ولا عجب أن تُبعث أسماء بنت عميس رضي الله عنها مع المهاجرين إلى الحبشة الذين يمثلون الإسلام, ولا عجب أن تكون أمّ عمارة في صفوف المجاهدين في يوم أحد, والحديث عن يطول.
إذا نظرنا إلى الدعوة الموجهة للرجال في أيامنا, نجدها ظاهرة جلية, فالرجال لا يكادون يتخلفون عن خطبة الجمعة, وأقدامهم تسوقهم إلى المساجد بين وقت وآخر فيسمعوا درسا هنا أو هناك, وتسقط أعينهم على داعية على شاشة فينتفعون بقوله, ومع ذلك ترى نقصا ظاهرا عند كثير منهم. فكيف بفريق الإناث الذي يشكوا كثيرا من قلة الداعين والداعيات.
لذا يجب أن يكون للنساء حصة من الدعوة والحصة لا بد أن تكون كبيرة, تساوي أو تفوق حصة الرجال, فالنّساء لبنة الأساس في صناعة الأمّة وبناء حضارتها, وإنّ المرأة إذا تربت على الإيمان والعلم والعطاء رأينا منها ما يسرّ, فالكلمة التي حفظت موسى عليه السلام (لا تقتلوه) كانت من امرأة, والطعام الذي وصل للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم المطاردة العظيم –الهجرة- كان بواسطة امرأة, والنّصيحة التي وجهت للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم الحديبية (اخرج ولا تكلم أحدا حتى تنحر بدنك -ذبيحتك- وتدعو حالقك فيحلقك) كانت من امرأة, والقافلة تطول.
أيها الآباء, أيتها الأمهات, أيها الدعاة, أيتها الداعيات ... سيروا على درب نبيكم واجعلوا للإناث نصيبا من دعوتكم, فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: (غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك) فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن..).
والحمد لله رب العالمين.
العناية بدعوة النساء
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع