مدونة محمد سلامة الغنيمي


التنشئة الاجتماعية عملية حياة

د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim


12/10/2021 القراءات: 3707  


شبه الله عزوجل عملية التنشئة الأطفال بإنبات النبات، قائلا: " وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا"، كما مثلها بعملية التصنيع، قائلا: "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي"، ولا يخفى على أحد أن النبات الذي نما معوجا إذا قُوِّم كُسر، كما أن عيوب التصنيع يصعب إصلاحها؛ ولهذا قيل: الطفل أبو الرجل، فمن كانت طفولته سوية كان رجلا سويا والعكس بالعكس، فإن الضمير يتكون منذ الطفولة، كما الإنسان إلف العادة والعادة يصعب تغييرها.
ومن هذا المنطلق جعل الله أغلظ آيات القرآن تلك التي يفرض الله فيها على الآباء رعاية أبنائهم، قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)" (التحريم)، فلم يعتمد على نداء الفطرة، ولم يعتمد على الخطاب التكليفي العادي، بل جاء السياق مخاطبا المؤمنين ثم بعبارات هي ضمن أغلظ العبارات، لتعبير عن أهمية الأمر وخطورة التكليف.


الطفل أبو الرجل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع