مدونة د/ جمال عبد العاطى محمد حلمى


التعاطف مع الذات Self-compassion - هل يمكن ان تكون اكثر لطفاً مع نفسك ؟

د/ جمال عبد العاطى محمد حلمى | Gamal Helmy


07/06/2022 القراءات: 4108  


التعاطف مع الذات هو ان يتعامل الانسان مع نفسه بقبول وتفهم في الأوقات الصعبة ، والاعتراف بأن ارتكاب الأخطاء هو جزء من حياة الإنسان، وان يكون لطيفًا مع نفسه ، بعيدًا عن النقد الذاتي، بالإضافة إلى معرفة أفكاره ومشاعره المؤلمة بدلاً من تجنبها، ويتضمن التعاطف مع الذات معاملة الشخص لنفسه كما يعامل شخصًا آخر وقت حزنه
التعاطف مع الذات في علم النفس يشير إلى طرق صحية للتواصل مع الذات في أوقات المعاناة، سواء كانت المعاناة ناتجة عن فقدان فرص النجاح أو سوء التوافق النفسي أو صعوبات الحياة العامة.
ويتيح التعاطف مع الذات للأفراد قبول أنفسهم كما هم ، ويساعد على تحمل المشاعر المؤلمة مثل الحزن واليأس والقلق والغضب والتوتر، ويساهم في زيادة الصحة النفسية وقت الأزمات ،
وينعكس التعاطف مع الذات بصورة إيجابية على الفرد، حيث يؤدى الى زيادة شعوره بالسعادة وتحسين صورته الذاتية وتعزيز تقديره لذاته وتحقيق المرونة والقدرة على التكيّف وتقليل الضغوط النفسية.
ويمكن تحقيق التعاطف مع الذات عن طريق اتبّاع الاستراتيجيات الآتية :
- تخيّل ما ستفعله إذا جاء إليك صديق تهتم لأمره بعد تعرضه لمواقف من الفشل أو الرفض أو أي موقف مزعج يجد نفسه فيه ، ماذا ستقول له ؟ وما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها له ؟ وما الرعاية التي يحتاجها ؟.....ما كنت ستفعله مع صديقك افعله مع نفسك بنفس الطريقة.
- الانتباه إلى الحديث الذاتي . يمكن أن تكون معتادًا على انتقاد نفسك والحكم عليها بقسوة، لدرجة أنك لا تدرك ما تفعله، لذلك يجب عليك الانتباه إلى الكلمات التي تستخدمها في التحدث مع نفسك .
- استخدام الإيماءات الجسدية لمواساة النفس حيث يمكن أن يكون للإيماءات الجسدية اللطيفة تأثير مهدئ فوري من خلال تنشيط الجهاز العصبي المهدئ، لذا فإنّ إن احتضان النفس أو إمساك اليد او التربيت على الكتف ، يؤدى الى الهدوء النفسى ويبعد الأفكار السلبية .
- ترديد توكيدات التعاطف وهى عبارات إيجابية يمكن للشخص ترديدها للتخلص من السلبية المحيطة، لذا يمكن استخدام توكيدات التعاطف لتعزيز الحديث الإيجابي عندما يحكم الشخص على نفسه أو ينتقدها، بحيث يواجه الأفكار السلبية بعبارات عطوفة تجاه نفسه.
- إدراك أنّك لست وحدك من يعاني من حالة عدم الكمال أو الشعور بالأذى؛ وبدلاً من الانسحاب أو عزل نفسك، عليك تقدير أن الآخرين يشعرون أيضًا بنفس المشاعر في بعض الأحيان.
- الوعي التام ..وهو عكس التجنب، ويستلزم اعترافك بأفكارك وتصنيفها بدلاً من رفضها أو إظهار ردود فعل عليها، فعندما يتمتع الشخص بالتعاطف مع الذات، يدرك أفكاره وعواطفه المؤذية دون تهويل او تهوين .
- ان نكون مدركين لأخطائنا، ولكن بدلاً من لوم الذات والحكم عليها، نتعلم من التجربة ونتكيف مع ما تعلمناه ثم نغير المسار في المرة المقبلة.
- إنهاء حالة الشد والجذب بداخلك. فالحكم على تجاربنا وعواطفنا بأنها "جيدة " أو "سيئة ". وتقيّم حياتك بطريقة الأبيض والأسود تجعلك تدخل في حالة داخلية من الشد والجذب، فعندما نواجه عاطفة صعبة مثل الحزن أو الإحباط، فإن معظمنا يستجيب لها بان نقول : "هذا أمر سيء ما كان يجب أن أشعر بذلك... لماذا لا يمكنني أن أكون إيجابيًا أكثر؟ ثم نتبع هذا الحكم بمزيد من الأحكام ....بدلا من كل ذلك حاول أن تقول لذاتك في المرة القادمة : انا أشعر بالحزن فما سبب هذا ؟ ما الأمر المهم الذي يدلني عليه هذا الشعورى ؟ ما الدرس المستفاد منه ؟
- هناك طفل يعيش بداخل كل واحدٍ منا ، تخيل أن طفلاً أتى إليك وقال: "لا أحد يريد أن يكون معي" أو "أنا حزين" أو "حاولت أن انجح في هذا المشروع ولكنني فشلت " فهل ستعاقبه ؟ بالطبع لا؛ ولكنك ستضمه وتحبه وتصغي إليه وتشعر به. عندما تفتقد التعاطف مع ذاتك يمكنك أن تعالج ذلك بالتواصل مع الطفل الذي بداخلك ومعرفة ما يحتاجه.
- يجب ان ندرك ان الانزعاج والتوتر والإحباط والخسارة والألم جزءٌ من رحلة الإنسان ، فإذا لم نتمكن من الدخول في مساحة من اللطف مع أنفسنا، فإننا سنضع أنفسنا في صدامٍ مع واقع الحياة. كما أنّ الإنسان لم يخلق كاملاً، والأخطاء سمة أساسية من سمات البشر، لذلك فإن التعاطف مع الذات جزءًا ضروريًا من حياتنا؛ فهو يعني إدراك أنك تفعل ما بوسعك تجاه نفسك وتجاه ما حققته وتجاه ما لديك من امكانات.


علم النفس الإيجابى - الصحة النفسية - التعاطف مع الذات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع