مدونة الدكتور وليد عبد القادر ناجي


جودة التعليم (التعليم والجودة) - الجزء.1

المستشار - وليد عبد القادر ناجي | The - Counselor. Waleed AbdulQader Naji


16/02/2022 القراءات: 5993  


*المقدمة: أصبح الاهتمام بالتعليم مطلبا اجتماعيا وقوميـا لتحقيـق التنميـة والتقـدم، إذ يعتـبر التعليم مـن الحقـوق الإنسـانية التـي نصـت عليهـا الأديـان السماوية والمواثيـق الدوليـة، ويتطلب ذلك ملاحقة النمو السريع في التغيرات العلميـة والتكنولوجيـة، إذ ظهـرت الكثير من الظواهر السلبية التي تؤدي إلى تدني مستوى التعليم ومخرجاته، مما دفع القائمين عـلى التعليم للبحث والتفكري عن أفضل السبل لتفادي الظواهر السلبية في التعليم والبحث عـن الجديد. والمتعارف عليها بما يسمى معايير برامج الاعتماد الأكاديمي. **الجودة الشاملة النشأة والتطور: ظهر مفهوم الجودة (quality) في ثمانينات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية ِ مع ارتفاع وتيرة التنافس الاقتصادي العالمي وغزو الصناعة اليابانيـة للأسـواق العالميـة عـام. (1911) على يد تايلور(Taylor) حيث كان مؤشرا لولادة اهتمامات حديثة بالكفاءة، وحـين تبنى اليابانيون بداية الخمسينات تطبيق المفاهيم الإحصائية للجودة، كوسيلة لإعـادة بنـاء البنى التحتية الصناعية المدمرة في كافة المجالات، الأمر الذي كان له الأثـر الأكـبر في النجـاح الذي حققته الشركـات اليابانيـة أواخـر السـبعينات ، وسـاعد ذلـك عـلى انتشـار اسـتخدام الجودة خارج اليابان، حيـث انتقلـت الى الشركـات الأوربيـة الأمريكيـة التـي بـدأت أواخـر الثمانينات الأخــذ بأفكــار ديمنج (Deming)حول كـل مــن الجــودة والإنتاجيــة والوضــع التنــافسي ، وأصــبحت في منتصــف التســعينات تــدرس وتطبــق في المعاهــد والجامعــات الأمريكية فـالجودة مفهـوم يـرتبط بالإنتاجيـة والمردوديـة وانتقـل إلى مجال التعليم على اعتبار أن المؤسسة التعليمية هـي مؤسسـة لإنتـاج الكفـاءات والخـبرات القادرة عـلى الابتكـار والإبـداع واللـذين بـدونهما لا يمكـن للمقـاولات الصـناعية أن تطـور إنتاجها وتحسن من منتوجها. ***متطلبات تحقيق إدارة الجودة الشاملة: 1. دعم وتأييد الإدارة العليا لنظام إدارة الجودة الشاملة. 2.ترسيخ ثقافة الجودة الشاملة بين جميع الأفراد كأحد الخطوات الرئيسـة لتبنـي إدارة الجودة الشاملة. 3. تنمية الموارد البشرية لدى المعلمين أو المشرفين الأكاديميين وتطوير وتحـديث المنـاهج وتبني أساليب التقويم المتطورة مـع تحـديث الهياكـل التنظيميـة لإحـداث التجديـد التربوي المطلوب. 4.التعرف على احتياجات الكوادر التعليمية بجميع مسمياتهم، لإخضاع تلـك الاحتياجـات لمعـايير قيـاس الأداء والجودة. 5. تطوير نظام للمعلومات لجمع الحقائق؛ لأجل اتخاذ قرارات سليمة بشأن أي مشكلة. 6.المشاركة الحقيقية لجميع المعنيـين بالمؤسسـة في صـياغة الخطـط والأهـداف اللازمـة لجودة عمل المؤسسة. **** بعض المعايير العالمية للجودة الشاملة: وهناك معايير عالمية للجودة الشـاملة ومنهـا معـايير الأيزو وجـائزة مـالكوم بالـدرج وجائزة ديمنج، وتم توضيحها بالآتي: 1. آيــزو (ISO 90001) وهــي اختصــار لمصــطلح يعــبر عــن سلســلة مــن المعــايير القياســية العالميــة والتــي وصــفتها المنظمــة الدوليــة للمقــاييس، وذلــك لمســاعدة ً الشركات في الحصول على المواصفات المحددة ومقارنة وضعها عالميا وقـد صـدرت عام 1987م. 2. ـجائزة مـــالكومل بالمـــدريج (Baldrige Malcolm): وتعتـــبر جـــائزة مـــالكومل بالمدريج أو معيار بالمـدريج (Criteria Baldrige) مماثلـة لجـائزة ديمنج، وتمنح في الولايات المتحدة الأمريكيـة، وقـد تـم تقـديم معيـار بالمـدريج في عـام 1988م، وأصبحت أكرث من نصف المؤسسات في الولايـات المتحـدة تطبـق هـذا المعيـار في الجودة، وانتقلت إلى بلدان أخرى مثل الأرجنتين واستراليا والبرازيل وكندا والهند. 3. جائزة ديـمنج (The Deming Award): (وتمنح جائزتـه للشركـات التـي تطبـق الرقابة على الجودة بنجاح، حيث تعتـبر أن الرقابـة عـلى الجـائزة ترتكـز وتـرتبط بالرقابة الإحصائية عـلى الجـودة كوسـيلة لتحسـني الجـودة، وقـد وضـعت هـذه الجائزة من قبل اتحاد المهندسين والعلماء اليابانيين في عـام 1951م تكريما للعـامل الفذ إدوارد ديمنج الذي كان له آثاره البارزة على الاقتصـاد اليابـاني، وتعـد جـائزة ديمنج من أولى الجوائز في مجال الاهتمام بالجودة.
التكملة في الجزء - 2


تعليم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع