مدونة ناصر عبد الكريم الغزواني
مقتطفات من إعجاز القرآن العظيم
ناصر عبد الكريم الغزواني- أستاذ مشارك | Nasser El Ghuzawany
16/11/2020 القراءات: 3568
من المستغرب أن يكون بين يدينا كتاب الله ولانكلف أنفسنا عناء قراءته بتدبر وتفكر والاستفادة منه بأكبر قدر مستطاع... أغلبنا ينظر إليه بوصفه كتاب سماوي نستمد منه البركة فقط وليس التوظيف والتمكين . القرأن ليس فقط كتاب نصلي به... ولكنه كتاب شامل يدلنا على كل شئ ولا يترك شئ إلا وقد أشار إليه ..وهنا الاعجاز. علي سبيل المثال " لأن الحصر قد يكون أمرا تعجيزيا".... في البداية هو كتاب يخبرنا عن سبب وجودنا : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ. الذاريات "56". يرشدنا في أواخر سورة المؤمنون إلى أن البعث لا مفر منه وأن خلقنا لم يكون هباء: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ. ويخبرنا في أخر أية من سورة الحجر أن الموت الذي نفزع ونخاف منه بشدة هو اليقين والحقيقة: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ , ويقول عز وجل للمشككين في البعث: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. الروم"27" . وضرب عز وجل مثل إحياء الموتى بإحياء الأرض بعد موتها: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فصلت"39" كما يدلنا على أن الطمأنينة لا تأتي إلا من خلال ذكر الله عز وجل فقط: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. الرعد"28". ويعلم البشرية وأهل الكتاب خاصة أن إلهنا واحد فقط : وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ: العنكبوت "46". كتاب يدلنا عن أصول الأدب والأخلاق: وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً: الإسراء "37". وأيضا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ. الحجرات " 12". ويضع هذا الكتاب العظيم ميثاق الحياة للمؤمنين بالله وللبشرية جمعاء: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. " الحجرات "10" . إن الحديث مهما يطول لا ينتهي عن إعجاز وكنوز هذا الكتاب .... إن بحثنا عن الذات الإلهية فهي في القرآن أعظمها.. وإن تحدثنا عن الأخلاق ..فهي في القرآن أشرفها..وإن تفكرنا في الآداب العامة ..فهي في القرآن أرقاها.. وعن شئون علم النفس والاجتماع فالقرآن يضع أبرزها...وعلوم الحياة والفضاء والفلك والنجوم والفيزياء والكيمياء ..الخ فهي في القرآن أقدرها....وعن الشرائع والأحكام القانونية فهي في القرآن أحكمها.... وعن دستور التعاملات الإنسانية ..فالقرآن يضع أرفعها...وفي التعاملات الروحانية مع الخالق ..فهي في القرآن أقدسها... وفي الارتباط والتعلق بالعلم والفكر.... القرآن يضع أكملها...وإن تكلمنا عن الغيبيات فهي في القرآن أوضحها... ولمن يسأل عن مسائل القدر والمصير.. فهي في القرآن أصدقها.. وعن البلاغة وأحكام البيان والخطاب .. فالقرآن يصور أعجبها... والذين يتفكرون في النفس البشرية ..فالقرآن يفك طلسمها.... وللباحثين عن العدل والإحسان ..فهي في القرآن أبلغها, وإن بحثنا على أنفسنا ..ففي القرآن نجدها.. في كتابه "معجزة القرآن" the miracle of the Quran يطلب مننا المفكر جاري ميلر التفكر مليا في الآية التالية من سورة العنكبوت "51": أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
القرآن- الأخلاق- الخطاب- النفس البشرية - المعجزة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
بارك الله فيكم