بولعوان والاحتلال البرتغالي: معركة بولعوان أو وقعة الجمعة
الجيلالي الساجعي | Jilali essajai
31/12/2023 القراءات: 1005
بولعوان والاحتلال البرتغالي "معركة بولعوان" أو "وقعة الجمعة"
تطالعنا الكتب والمصادر التاريخية أن البرتغاليين احتلوا عدة مدن وقرى من دكالة بما في ذلك مدينتي أزمور والجديدة، خلال الفترة الزمنية المعروفة بالتوسع البحري البرتغالي في القرن السادس عشر فتأسست على إثر ذلك مستوطنات بحرية برتغالية وتحولت معها تلك المستوطنات إلى مستوطنات دائمة ومراكز تجارية، كما أنها شرعت في هذه الفترة في استكشاف السواحل الإفريقية والمحيط الأطلسي بحثا عن طرق تجارية بحرية جديدة فتم الاستيلاء على ساحل البريجة وبناؤهم مدينة الجديدة، يقول صاحب الاستقصا:" لما كانت سنة ألف وخمسمائة واثنين مسيحية قلت: ويوافقها من تاريخ الهجرة سنة سبع وتسعمائة تقريبا بعث سلطان البرتقال (البرتغال)، واسمه منويل، من دار ملكه اشبونة عمارة في البحر للاستيلاء على بعض ثغور المغرب فألجأهم هيجان البحر وموجه إلى ساحل البريجة فيما بين آزمور وتيط وكانت البريجة على ما يفهم من كلامه بناء متخذا هنالك للحراسة ونحوها كان يسمى برج الشيخ ولا زال مسمى بهذا الاسم إلى الآن، فأرسى البرتقاليون على الساحل المذكور ونزلت طائفة منهم إلى البر فتطوفوا بالبريجة وما حولها فأعجبهم المكان فعزموا على المقام به"( ) كما تم لهم الاستيلاء على ثغر آزمور " سنة أربع عشرة وتسعمائة"( ) في حين استولوا على ثغر آسفي كما رجح صاحب الاستقصا" في حدود عشر وتسعمائة"( ) وفي هذه الفترة بالضبط "اشتهر بولعوان كذلك بمعركة تاريخية، فبعد دخول البرتغاليين إلى أزمور في خريف عام 919هـ/1513م، شرعوا في شن الغارات الخاطفة والوحشية على قبائل الشاوية ودكالة، للحصول على الغنائم والأسرى، ولإكراه السكان على الرضوخ لهم ودفع الضرائب والإقبال على أسواق أزمور، وأمام هذه الوضعية، قرر أعيان المنطقة الالتحاق بفاس لحث السلطان الوطاسي على تحمل مسؤوليته في حماية رعاياه. وبالفعل، أمر السلطان أخاه الناصر بالتحرك نحو دكالة لمحاصرة أزمور، وكان هذا التحرك سبب معركة عرفت "بمعركة بولعوان" أو "وقعة الجمعة" لوقوعها يوم الجمعة 18 صفر عام 920/ 14 أبريل 1514.
شارك في هذه المعركة من الجانب البرتغالي حاميتا أزمور وآسفي ويحيى أتعففت، الذي جند قبائل الغربية وعبدة الخاضعة له. وكان الجانب المغربي ممثلا في قائدين من قواد الناصر سبقاه إلى بولعوان بينما بقي هو بالشاوية يستكمل جمع قواه. وقد قرر البرتغاليون مهاجمة القائدين اللذين كانا على رأس أربعة آلاف فارس وعدد كبير من المشاة منهم ثمانمئة من الرماة. وانتهى الصدام بتراجع المغاربة الذين حصد رماتهم حسب شهادة الوزان الذي عاين المعركة. وقد بالغت المصادر البرتغالية بشأن عدد القتلى من الجانب المغربي (بين 2600 و4000 حسب الروايات) بينما لم تذكر إلا عددا قليلا بالنسبة للبرتغاليين (بين 32و50) وقد نتج عن هذه الهزيمة هروب سكان بولعوان إلى جبال تادلا، غير أن القرية انتعشت بعد تحرير أزمور في خريف عام 948/1541، إلا أنها بقيت في مستوى القرية المتواضعة"( )
يقول الحسن الوزان الذي حضر هذه المعركة ودون أحداثها وتفاصيلها "وفي عام 919 أرسل ملك فاس أخاه ليدافع عن بلاد دكالة ويحكمها، ولما قرب من بولعوان علم أن حاكم آزمور البرتغالي قادم إلى هذه المدينة ليفسدها ويأسر سكانها، لذلك عجل بإرسال قائدين مع ألفين من الفرسان، وقائد ثالث مع ثمانمائة من الرماة لإنجاد بولعوان. وقد وصلت هذه القوات في نفس الوقت الذي وصل فيه الجيش البرتغالي. ولما كان مع البرتغاليين ألفان من الأعراب، فإن كان لهم التفوق المطلق. وقد طوق رماة ملك فاس في وسط السهل وضربت أعناقهم بالسيف إلا عشرة أو اثني عشر رجلا فروا مع بقية الجيش إلى الجبال. حقا أن المغاربة أعادوا تنظيم قواتهم وكروا على البرتغاليين في حملة مضادة وطاردوهم وقتلوا خمسين من فرسانهم.
بولعوان، الاحتلال البرتغالي، وقعة الجمعة، معركة بولعوان
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع