مدونة الدكتور : خالد عبد الرحمن ياسين احمد


وظيفة الأخلاق في بناء الفرد

الدكتور خالد عبد الرحمن ياسين احمد | DR/KHALED ABDELRAHMAN YASSIN AHMED


10/10/2021 القراءات: 3042  


اتفق المفكرون على أنَّ الأخلاق، والتربية الأخلاقية وسيلة مهمة لبناء خير فرد، وخير مجتمع، وخير حضارة، والصلة بين هذه الجوانب الثلاثة وثيقة وقوية، فبناء خير فرد يُؤَدِي إلى بناء خير مجتمع، وبناء خير مجتمع يُؤَدِي إلى بناء خير حضارة، وأصحاب الخُلُق المحمود سعداء، وهم أيضًا ناجحون في حياتهم، وعلى العكس من ذلك أصحاب الخُلُق المذموم أو الذين يؤذون الآخرين لا يكون لهم شأناً بين الناس، ولا يثقون بهم، ولا يتعاملون معهم، وهذا يُؤَدِي إلى فشلهم وخسارتهم.
ولهذا قال الشاعر: ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ *** وإنْ خالها تخفى على الناس تعلم
أما من حيث وظيفة الأخلاق في بناء الفرد فتتلخص في النقاط التالية:
• تكوين روح الخير في الفرد، حيث يلتزم الفرد السلوك الخير، ويسعى لتحقيق الخير للناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، كما يتجنب سلوك الشر ويعمل ليحول دون وقوعه.
• تكوين روح الأخوة الإنساني، وذلك بأنْ نغرس في نفوس الأطفال منذ الصغر بأنَّ إنسانية كل طفل تقتضي أنْ ينظر إلى الناس كما ينظر إلى نفسه، وأنَّ عليه مسؤوليات والتزامات كما عليهم، وهذا يُعْنِي أنْ     يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه.
• تكوين الوعي بوحدة الحياة الاجتماعية، فالفرد يؤثر في المجتمع من جميع النواحي: الصحية، والأخلاقية والمالية؛ فمثلاً: إذا أصيب بمرض معدٍ ولم يتخذ الحيطة والحذر خوفًا من نقل المرض إلى الآخرين يكون سببًا في إصابة المجتمع بهذا المرض، وكذلك الحال من الناحية الأخلاقية لأن الأخلاق هي الرابطة التي تربط أفراد المجتمع، وإذا انتشرت الأخلاق الشريرة تهدم البناء الاجتماعي، لأن أي فرد إذا سلك سلوكًا غير أخلاقي فإنَّه لا يضر نفسه فقط ولكنه يضر المجتمع بأكمله.
• تكوين روح الطاعة للنظام الأخلاقي، وهذا التكوين مهم في تكوين البناء الاجتماعي وتماسكه وترابطه، وهذا التوجيه قوة تعمل على توجيه الطاقات البشرية لما فيه خير المجتمع.
• تكوين روح التعلق بالمجتمع، وهذه الروح ضرورية للفرد حتى يستطيع الحياة الاجتماعية لأنَّ الفرد لا يستطيع أنْ ينجح في حياته في المجتمع إذا عمل لمصلحته الخاصة فقط دون مراعاة حقوق الآخرين، كما لا يمكن أنْ ينجح في حياته إذا عاش بمعزل عن المجتمع، ولذلك اهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بتعلق الفرد بالمجتمع.
• أنَّ التربية الأخلاقية تقضي على الجرائم والانحرافات بجميع أشكالها وألوانها، لأنَّ وظيفة التربية الأخلاقية بناء جيل ملتزم بالخير متجنب للشرور والجرائم الناشئة عن الشرور والروح الإجرامية فيسعد المجتمع.
• أنَّها خير وسيلة لبناء الفرد الخَيِّر ،والمجتمع الخَيِّر، والدولة الخيرة، والحضارة الإنسانية الخيرة ذلك أنَّ وظيفة الأخلاق إزالة الشرور من النفوس، وتكوين الروح الخيرة فيها.
• تكوين شخصية قوية متحدة الذات، فالشخصية القوية أخلاقيًا مهمة في بناء الفرد، والمجتمع القوى المتماسك، فالأفراد الأقوياء يُكَّونُونَ من غير شكٍ المجتمع القوي.


الأخلاق - بناء الفرد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع