مدونة الدكتور: بن علي راس الماء
تعلم آداب النصيحة من أخلاق المسلم
الدكتور: بن علي راس الماء | Dr. Raselma benali
31/05/2020 القراءات: 3850
قصة عن كيفية التعامل مع المخطيء:
خلال حفل زفاف، شاهد أحد
الحضور معلمه الذي كان يدرّسه في المرحلة الابتدائية قبل نحو 34 سنة
أقبل الطالب بلهفة و اشتياق على معلمه بكل تقدير و احترام، ثم قال له بشيء من الخجل و الخزي: هل تتذكرني يا أستاذي؟
فقال المعلم العجوز: لا يا بني.
فقال الطالب بصوت خافت: كيف لا؟... فأنا ذلك التلميذ الذي سرق ساعة زميله في الصف، و بعد أن بدأ الطفل صاحب الساعة يبكي طلبت منا أن نقف جميعا ليتم تفتيش جيوبنا. أيقنتُ حينها أن أمري سينفضح أمام التلاميذ و المعلمين و سأبقى موضع سخرية و ستتحطم شخصيتي الى الأبد.
أمرتنا أن نقف صفا و أن نوجه وجوهنا للحائط و أن نغمض أعيننا تماما.
أخذت تفتش جيوبنا و عندما جاء دوري في التفتيش سحبتَ الساعة من جيبي و واصلت التفتيش الى أن فتشت آخر طالب.
و بعد ان انتهيت طلبت منا الرجوع إلى مقاعدنا و أنا كنت مرعوبا من أنك ستفضحني أمام الجميع. ثم أظهرت الساعة و أعطيتها للتلميذ لكنك لم تَذْكر اسم الذي أخرجتها من جيبه!
و طوال سنوات الدراسة الابتدائية لم تحدثني أو تعاتبني و لم تحدث أحدا عني و عن سرقتي للساعة و لذلك يا معلمي قررت منذ ذلك الحين ألا أسرق أي شيء مهما كان صغيرا.
فكيف لا تذكرني يا أستاذي و أنا تلميذك و قصتي مؤلمة و لا يمكن أن تنساها أو تنساني؟
ربت المعلم على كتف تلميذه و ابتسم قائلا:
بالطبع أتذكر تلك الواقعة يا بني... صحيح أنني تعمدت وقتها أن أفتشكم و أنتم مغمضون أعينكم كي لا ينفضح أمر السارق أمام زملائه... لكن ما لا تعلمه يا بني هو أنني أيضا فتشتكم و أنا مغمض العينين ليكتمل الستر على من أخذ الساعة و لا يترسب في قلبي شيء ضده.
آداب النصيحة الدين الستر المعاملة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع