مدونة أ.م.د. واقدة يوسف كريم


أصالة اللغة من خلال التناص في نص اندلسي الرسائل انموذجاً

أ.د. واقدة يوسف كريم | wakeda yousif kareem


15/11/2020 القراءات: 2420   الملف المرفق


اهتم الأدباء بإبراز ثقافتهم المتعددة المشارب وصبها في كتاباتهم لتعطيها الديباجة والأناقة اللفظية زيادة على تعميق المعاني التي يريدون إبرازها وإظهارها من خلال تلك النصوص، وقد برزت لنا هذه الثقافة من خلال حرصهم على التناص من القران الكريم والحديث النبوي الشريف لما لهما من المكانة السامية والمنزلة العالية في النفوس( ).
وبما أن الدين يعد الأساس الأول والقاعدة الرصينة لهذا حرص الأدباء على اقتباس النصوص القرآنية الكريمة في نثرهم من اجل أن يخرج نثرهم في أحلى صورة وأعلى مكانة وأسمى منطقاً، كما حاول الأدباء أن يقتربوا بنصوصهم منه، لإعادة تشكيله والإفادة منه وفقاً للتصور الإسلامي الذي يوصف بأنه " تصور غير متطور في ذاته، وإنما تتطور البشرية في إطاره وترقى في إدراكه وفي الاستجابة له، وتظل تتطور وترقى وتنمو وتتقدم"( ) ، إن لجوء الأدباء الأندلسيين إلى الدلالة الدينية في رسائلهم تكشف ثقافتهم الدينية، وهذا الاثر واضح وجلي في نثرهم مما يدل على أن ثقافتهم الدينية كانت عالية فإذا كان الأمر على هذا، فالواجب أن يتبين، ليتميز تليد الصنعة من الطريف، وقديم نظام القريض من الحديث، ولتعرف مواطئ أقدام المختارين فيما اختاروه، ومراسم أقدام المزيفين على ما زيفوه، ويعلم فرق ما بين المصنوع والمطبوع، وفضيلة الآتي السمح على الآبي الصعب:"أنهم كانوا يحاولون شرف المعنى وصحته، وجزالة اللفظ واستقامته، والإصابة في الوصف- من اجتماع هذه الأسباب الثلاث كثرت سوائر الأمثال- والمقاربة في التشبيه، والتحام أجزاء النظم والتئامها على تخيُّر من لذيذ الوزن، ومناسبة المستعار منه للمستعار له، ومشاكله اللفظ للمعنى وشدة اقتضائها للقافية حتى لا منافرة بينها"( )، وهذا ما شار إليه الأدباء في نثرهم.


اللغة تناص نص اندلسي رسائل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع