عنوان المقالة:باب التوبة مفتوح فمن يحول بينك وبين التوبة ؟
د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت | DR. essam abdrabeh mohamad mashaheet | 25607
نوع النشر
أخرى
المؤلفون بالعربي
د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت
الملخص العربي
اعلم -رحمني الله وإياك- أن الإنسان خُلِق ضعيفًا وعجولاً، وقُدّرت عليه الذنوب وجُبِل على المعاصي (وليس لأحد أن يحتجّ بالقدر على المعصية مُدَّعيًا أنه معذور فيها طالما كتبت عليه، والمسألة فيها كلام طويل لأهل السنة، خلافًا للقدرية المبتدعة، ليس هذا مجال بسطه، فاحذروا من إغواء الشيطان في ذلك)، قال الله -عز وجل-: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} النساء: 28 ، وقال الله -عز وجل-: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً} الإسراء: 11. فالإنسان جُبل على الخطأ، فقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم » أخرجه مسلم 2749. وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُتِب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدركٌ ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويُصدِّق ذلك الفرج ويًكذِّبه» أخرجه البخاري، 6212، ومسلم، 2657. فلما عصى آدم -عليه الصلاة والسلام- عصت ذريته، وجحد فجحدت ذريته لما أخرجه الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لمَّا خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي ربِّ، من هؤلاء؟. قال: هؤلاء ذريّتُك. فرأى رجلاً منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي ربّ، من هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له: داود. فقال: رب كم جعلت عمره؟ فقال: ستين سنة؟ قال أي رب, زده من عمري أربعين سنة. فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم، فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته» الترمذي: (3076) وقال: حديث حسن صحيح، وشاهده عند ابن حبان: (2082)، والحاكم (1/64). قلت: ولم يكن آدم -عليه السلام- يعرف أنه ملك الموت. من أجل ذلك فتح الله أمام بني آدم باب التوبة آناء الليل وأطراف النهار، وجعل للتوبة بابًا مفتوحًا لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها”. فباب التوبة مفتوح دائمًا في الليل والنهار، في الشتاء والصيف، فليس على الباب حرس أو حجاب بل هو باب “مفتوح يدخل منه كل من استيقظ ضميره، وأراد العودة والمآب، لا يُصدُّ عنه قاصد، ولا يُغلق في وجه لاجئ، أيّا كان، وأيًّا ما ارتكب من الآثام”. بشرط أن تكون التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها وقبل الغرغرة.
الملخص الانجليزي
فالله -عز وجل- يفرح بتوبة التائبين، فهو -سبحانه وتعالى- يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه أعظم فرح يُقدَّر، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى أشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: ارجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده» أخرجه البخاري 6308، ومسلم 2742. والتوبة واجبة من كل ذنب، وقد دعا الله -عز وجل- جميع العباد إلى التوبة، مع اختلاف معاصيهم وعِظَم جرائمهم في حق الله تعالى دعا إليها المنافقين فقال -عز وجل- : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ} النساء: 146. {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}. آل عمران: 181. بل دعا إليها من نسب إلى الله -عز وجل- الفقر، الذين قالوا: وقالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} المائدة: 64. فقال الله -عز وجل- بعد أن ذكر حالهم: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} المائدة: 74. ودعا إليها المشركين كافة فقال -عز وجل-: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} التوبة: 11. ودعا إليها المسرفين على أنفسهم في المعاصي من أمة النبي صلى الله عليه وسلم ومن غيرهم فقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر: 53. كما دعا إليها أهل الإيمان وخيار الخليفة فقال-عز وجل- للصحابة بعد إيمانهم وهجرتهم وجهادهم وصبرهم: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور: 11. قال مجاهد: من لم يتب كل صباح ومساء كان من الظالمين، قال الله -عز وجل-: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. (تحفة الواعظ في الخطب والمواعظ لأخينا أحمد فريد 1/94. ) فإياك أن تظن أن أحدًا يحول بينك وبين التوبة، فتأمل وتدبر قول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الفرقان: 68 : 70 .
تاريخ النشر
09/04/2019
الناشر
جريدة الأمة الالكترونية
الصفحات
0
رابط الملف
تحميل (835 مرات التحميل)
رابط خارجي
http://www.drmashaheet.com/84-equarc/articles/615-333000.html
الكلمات المفتاحية
باب التوبة مفتوح فمن يحول بينك وبين التوبة
رجوع