قياس رأي الجمهور العراقي إزاء القنوات الفضائية المفضلة / استطلاع رأي
أ.د سعد سلمان عبد الله المشهداني | Prof. Dr : Saad Salman Abdallah ALmishhdani
17/08/2019 القراءات: 5113
يشكل البث الفضائي تحدياً كبيراً لاي دولة من دول العالم ترغب في الحفاظ على مجتمعها من حيث الكينونة والهوية والمصير، فوسائل الاعلام ولاسيما القنوات الفضائية تسهم بشكل كبير في صناعة الرأي العام، وبناء موقف الجمهور تجاه القضايا المصيرية في جميع القطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، بما يتناغم مع المصلحة العليا للبلد، ويتوافق مع الاستقطابات العربية والاقليمية والدولية في المنطقة والعالم. ولهذا السبب وأسباب أخرى تنشط وسائل الاعلام لأداء مهمتها، وتحقيق أهدافها مستعينة بالتطورات التقنية المذهلة خلال العقدين الماضيين بعد ظهور الثورة الرقمية في مجال الاتصال، إذ مهدت الى انطلاق مئات بل الاف القنوات الفضائية لتهيمن على الاثير ، وتوجه بطريقة محمومة كم هائل من الرسائل على مدار اليوم. وتتحول الى ظاهرة لها جوانب ايجابية، مثلما لها آثار وتداعيات سلبية في البيئة المحلية، إذ تعمق الخلافات وتهمش المشتركات لاغراض تخدم مموليها ومرجعياتها السياسية والفكرية. وفي ظل هذا الواقع انبثقت المجموعة الاكاديمية لاستطلاعات الرأي، فقد وجد عدد من كبار الباحثين العراقيين ان تستهل جهودهم البحثية للعام 2019 في رصد توجهات الجمهور العراقي واكتشاف اتجاهاته ورغباته ازاء البث الفضائي العراقي والعربي والدولي، والخروج بمؤشرات علمية دقيقة، تستند الى اسس أكاديمي وأساليب احصائية؛ لغرض الاستفادة منها في بناء دراسات جديدة، وتقديم رؤية وتصور كامل للقائمين على الاعلام العراقي بما يقدموه حالياً، وما يستقطب اهتمام المتابعين، وكذلك ما يرغب به الجمهور العراقي، ويتطلع اليه عبر الشاشة الصغيرة. ان قياس رأي الجمهور العراقي نحو الفضائيات المفضلة هو باكورة استطلاعات ودراسات المجموعة الاكاديمية بهدف عرض رؤى المشاهدين في جميع محافظات العراق (باتثناء إقليم كردستان)، لما تبقه القنوات الفضائية العراقية، والتنبيه الى خطورة عزوف الجمهور عما تقدمه هذه الفضائيات لصالح القنوات العربية أو الناطقة باللغة العربية الموجهة الى البلد. ان هذا الاستطلاع يدق ناقوسالخطر امام جميع المهتمين بقطاع الاعلام في العراق، فما أسفر عنه من نتائج أبرزت التنافس والصراع غير المتكافئ وفق الاعتبارات المادية والبشرية بين القنوات الفضائية العراقية التي تندرج بمجملها تحت مسمى القطاع الخاص (ماعدا قنوات شبكة الاعلام العراقي) وبين فضائيات غير عراقية تعتمد على تمويل دول لها استراتيجيات ومصالح معينة في العراق تعمل جاهدة على استقطاب الجمهور العراقي بحسب هذه المصالح والخطط. ويشمل الاستطلاع الذي قامت به المجموعة الاكاديمية لاستطلاعات الرأي من اساتذة الاعلام في الجامعات العراقية، عينة قوامها 1000 فرد يتوزعون على 15 محافظة يبلغ مجموع سكانها 33 مليوناً و 416 الف نسمة، وذلك وفق آخر إحصاء سكاني معتمد من قبل وزارة التخطيط لعام 2017، حيث تم توزيع عينة حصصية حسب النسبة السكانية لكل محافظة، وقد صممت الاستمارة ووزعت من قبل فريق عمل متخصص ومتدرب لهذا الغرضخلال أشهر نيسان وآيار وحزيران من العام 2019 وشملت 23 سؤالاً لم تستهدف كشف تفضيلات الجمهور وحسب، بل عمدت الى استخلاص بيانات مهمة عن الدوافع والاسباب ، فقد سعى الاستطلاع الى تحقيق أهداف عدة أبرزها قياس مستويات مشاهدة القنوات العراقية وغير العراقية والوقوف على أسباب عزوف الجمهور العراقي عن متابعة القنوات العراقية رغم ارتفاع عددها بشكل ملحوظ بعد عام 2003 لتصل الى نحو 55 قناة فضائية، كما استهدف الاستطلاع معرفة التحديات التي تواجه القنوات العراقية نتيجة تزايد اعدادها، وتباين عائديتها الى أفراد واحزاب ومكونات وسواها.
استطلاعات الرأي، القنوات الفضائية ، قياس رأي الجمهور
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع