القيم واحترام الأخر واثرة على الفرد والمجتمع
مني رجب أحمد الصواف | Mona Ragab Ahmed Al_Sawaf
18/04/2023 القراءات: 3841
المقدمة
إنّ الاحترام إحدى المشاعر البشرية النبيلة والأخلاق السامية، وكل إنسان مدين للبشر حوله بمستوى أساسي من الاحترام،
يبدأ احترام الآخرين باحترام الذات أولاً، إذ لا يستطيع الشخص احترام الآخرين وهو لا يُكن الاحترام لنفسه، ومن أهم أساسيات احترام الذات ما يلي:
• وضع أهداف مهمة ومحاولة تحقيقها، وعند تحقيق أهداف أكثر يزداد احترام الذات أكثر.
• الصدق والأمانة مع الذات ومع الآخرين.
• فهم قيمة الأخلاق الحميدة والسلوكيات المناسبة مما يولد الرضا عن النفس واحترام الآخرين.
۞ كيفية احترام الطرف الآخر
في العلاقات ينبغي أن يحترم الطرفين الآخر؛ لتزدهر العلاقة وتثمر، ونذكر هنا بعض النقاط التي من شأنها تعزيز مستوى الاحترام بين الطرفين:
التخلص من جميع حركات الاحتقار مهما كانت بسيطة.
الاستماع بانتباه إلى احتياجات الطرف الآخر ورغباته واهتماماته.
إظهار الاحترام للطرف الآخر أمام الآخرين.
الاستجابة لطلبات الطرف الآخر في نفس الوقت بدون تأجيل.
تقديم الاعتذار عند القيام بشيء خاطئ..
معاملة الناس على قدم المساواة في القيم، إذ إنّ الشخص الخلوق والمهذب لا يستطيع أن يلقى الناس بعدة أوجه أو أن يتلوّن في سلوكه، فهو يكرم الجميع ويساعد الجميع. احترام اختيارات الناس واجتهاداتهم وأذواقهم، ما دام ذلك كله يقع ضمن دائرة المباح. اختيار العبارات والجمل اللطيفة التي تعبر عن إصالة الفرد وترفعه عن الدنايا، وترك الألفاظ المبتذلة. ترك أذى الناس، وعدم إزعاجهم، وتعلم الذوق والأدب في التصرف، ومطالعة المفيد من الكتب لتعلم ذلك
۞ احترام الأخر في الإسلام
أوجبت الشريعة احترام المسلم لأخيه المسلم، وقد دلت نصوص الوحي من الكتاب والسنة على ذلك، كاحترام المعلم، أو احترام الطلبة والزملاء، لحديث: (المسلمُ أخو المسلمِ لا يخونُهُ ولا يَكذِبُهُ، ولا يخذلُهُ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ: عِرضُهُ ومالُهُ ودمُهُ. التَّقوَى ههُنا. بِحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحتقِرَ أخاهُ المسلمَ)،
فالمسلم يحترم الشخص تقديراً لشخصه، ولا يكون احترامه نابعاً من المظاهر، وبالتالي لا يحتقر أحداً لكونه فقيراً أو ذو ملابس رثة، فالمظاهر ليست دليل أبداً على ما يحمله الشخص من علم وأدب وتميز، واحترام الناس هذا هو مما علّمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من تقدير الشخوص، وإنزالهم منازلهم، فليس كل من لبس الذهب أو الحرير هو الكريم، فهذا كلّه زائل، ولا يغني شيئاً حين يفقد الإنسان ثقافة الاحترام وشكر النعمة.
۞ مفهوم الاحترام في الإسلام
الاحترام هو أحد الفضائل والقيم الحميدة التي يلتزم بها الإنسان المسلم، بحيث يقدّم التقدير والعناية والالتزام تجاه شخصٍ أو شيءٍ أو قيمةٍ ما، وهذه الفضيلة هي إحدى أهمّ القيم التي أولى لها الإسلام عنايةً خاصةً وأعطاها مكانةً كبيرةً، وقد ظهرت هذه القيمة في العديد من المواقف في تاريخنا الإسلاميّ، ومن ذلك مخاطبة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لملك الروم حين أرسل إليه رسالةً يدعوه بها إلى الدين الإسلاميّ تبدأ بقوله: (من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم)، فقد حرص نبينا الكريم على إنزال الناس منازلهم واحترامهم وتقديرهم.
۞ صور الاحترام
♣ احترام الذات
ويُقصد به احترام الصورة الذهنية التي يمتلكها الإنسان عن نفسه، فقد أكّد الدين الإسلاميّ على ضرورة احترام الذات في مواضع كثيرة منها تحريم ارتكاب الذنوب، والسيئات، والمعاصي التي تقلّل من احترام الشخص لذاته
ينبغي على المرء التفكير بشكل إيجابي عن ذاته، والتذكّر دائماً أنّه على الرغم من المشكلات التي يمر بها فهو شخص مميز وذا قيمة، ويستحق الإحساس بمشاعر الرضا عن نفسه، ومن المهم تجنّب التفكير بأية أفكار سلبية مثل لا أحد يحبني بصدق، وأنا فاشل، وأنا لا أفعل شيئاً أبداً
نذكر هنا بعض الطرق التي تُساعد على احترام الذات، وهي:
عدم المقارنة بالآخرين:
من المهم معرفة أنّ كل شخص مختلف عن الآخر، ولكل إنسان قيمة لمجرد كونه إنسان، والإيمان بذلك يُساعد على احترام الذات.
تقدير الصفات الجيدة: من الجيد تذكّر الصفات الجيدة يومياً وكتابتها.
عدم التفكير في الماضي: هذا يعني التركيز على الحاضر والعيش به بدلاً من استرجاع الآلام القديمة.
تجنُّب القلق: لأنّ القلق يكون حول أمور ستحدث في المستقبل، لذلك من المهم تجنبه والعيش في الحاضر والتفكير به.
ارتداء ملابس نظيفة: يُولد مشاعر الرضا واحترام الذات.
ممارسة الرياضة بانتظام: يُمكن القيام بالمشي السريع أو أي تمرين آخر ثلاث مرات في الأسبوع مثلاً.
القيام بأمور ممتعة: من المهم القيام بشيء واحد ممتع يومياً على الأق
۞ ما أهمية الإحترام بين الناس؟
إنَّ احترام الآخرين له أهمية بالغة ومن جوانب ذلك ما يأتي:
الاحترام مطلب لا غنى عنه في جميع معاملات الفرد المسلم التجارية والاجتماعية وغيرها.
الاحترام وسيلة أساسية في حمل الدعوة الإسلامية التي كلفنا بها. الاحترام يجعل العديد من الأخلاق المذمومة تختفي؛ كالتسلُّط والتعالي على الغير.
الاحترام وسيلة لكسب القلوب ويؤدي إلى التقارب بين جميع الأطراف.
الاحترام قيمة عظيمة في الشريعة الاسلامية ويظهر أبعاده في جميع معاملات
والله يحب منك أن تضع كل إنسان في الموضع اللائق به وأن تحسن معاملة الغير.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع