المصطلح النحوي العربي بين التجديد والتقليد
أ.د.عبدالله محمد بن شهاب | prof.dr.Abdullah Mohammad Zain bin Shehab
05/10/2020 القراءات: 1800
يعد المصطلح في أي علم المرتكز الرئيس الذي يبنى عليه ذلك العلم،والمفتاح المعرفي لكل الإتجاهات التي تؤسس عليها العلوم،فإذا ما حططنا رحالنا في رحاب علم النحو ألفينا المصطلح العلمي فيه أخذ إتجاهين اثنين:الاتجاه الأول:وهو الاتجاه الوصفي الذي نلقاه بوضوح عند شيخ النحاة سيبويه الذي استطاع بذكائه النحوي أن يقد وصفا دقيقا للباب النحوي الذي يريد الحديث عنه،لأنه لايريد من النحو أن يكون قوالب شكلية غير تفاعلية داخل السياق التركيبي،وإنما يريد توجيه النحو ناحية السياق التركيبي وربطه بالمعنى النحوي،وهذا شأنه في كتابه،ووجدنا صدى هذا الاتجاه السيبويهي لدى الزمخشري في الكشاف،وتبلور بوضوح تام لدى عبدالقاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز.
أما الاتجاه الآخر في صناعة المصطلح النحوي فهو الاتجاه الذي جعل من المصطلح النحوي قالبا ثابتا لايقبل التغيير أو التبديل،وهذه المرحلة أتت بعد مرحلة سيبويه،فجعلندت النحو يتخذ أشكالا ثابتة في منهجية النحو وفي تطبيقاته،فأبعدت النحو عن طبيعته الدلالية التداولية،وركزت فيه على القاعدة النحوية بوصفها قاعدة تنظر للسياق نظرة أحادية الجانب.
ومن خلال هذين الاتجاهين نرى أننا بحاجة إلى إدخال التجديد في صياغة المصطلح النحوي بما يتواءم مع التدخلات اللسانية بكل إتجاهاتها المعاصرة،حتى نضمن مصطلحا نحويا ينسجم ويتناغم ويتواكب مع التطورات اللسانية المعاصرة،بضوابط محددة،وبمعايير منضبطة ،حتى لاندخل في سياق الفوضى المصطلحية.
المصطلح النحوي- التجديد - التقليد - الألسنية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
المصطلح النحوي لازال موضوعا ثرا وضعنا فيه بعض اللمسات اللغوية المهمة.