مدونة منى سمير كامل مقاط


موقع دير القديس هيلاريون (تل أم عامر)

منى سمير كامل مقاط | Muna Samir Kamel Muqat


12/01/2020 القراءات: 4103  



يوما ما إذا شممت عبق أزهار الزيتون المتألقة ببريق حبات الندى وعطر كروم العنب وتين ممزوج بنسيم بحر عتيق.. يوما ما إذا وجدت الماضي والحاضر يتحدان ليكونا مستقبلا زاهرا مليئا بالآمال فأعلم أنك في موقع دير القديس هيلاريون. يقع في بلدة النصيرات على تلة مرتفع من الرمال بالقرب من ساحل البحر المتوسط وعلى بعد 15كم تقريبا جنوبي مدينة غزة ويرتفع عن سطح البحر بنحو 22 متر تقريبا. حيث أنه يعد أول الأديرة المسيحية في العالم وأكبر الأديرة الموجودة في فلسطين وبلاد الشام ، يرجع تاريخ هذا الدير إلى سنة 329م عندما انشأ القديس هيلاريون أول صومعة له في غزة بعد عودته من مصر وتتلمذه على يد أنطوني المؤسس الحقيقي لنظام الرهبانية ، وبالتالي يعتبر هيلاريون اول من ادخل نظام الرهبنة في بلاد الشام. حيث أن هذا التل يحتوي على مجموعة من العناصر المعمارية التي تضم: العديد من الغرف والمرافق الخدمية كمعصرة لزيت الزيتون وغرفة للتخزين وغرف سكنية وبئر مياه وشبكة واسعة من قنوات المياه المصنوعة من الفخار والرصاص وأهم جزء الحمام البخاري وبه الغرف الساخنة والفاترة والباردة وهذه العناصر في الجزء الشمالي من الدير ،أما الجزء الجنوبي فيضم الغرف وصوامع للرهبان اهمها المنطقة المبلطة بالفسيفساء الملونة ذات الزخرفة النباتية وقطعة الفسيفساء الأخرى بها رسم لأنهار الجنة الأربعة كما ورد في الكتاب المقدس ،أما الجزء الغربي من الدير يؤدي إلى الفناء ذات الشكل المربع مكشوف الشكل محاط باربعة أروقة معمدة ذات تيجان كورنثية والفناء مبلط بالحجر الجيري المهندم ، ويحتوي الدير ايضا على قبو الديماس الكنسي الذي يحتوي على تابوت به رفات القديس هيلاريون حيث ان تلاميذ هيلاريون آتو بجثمانه إلى غزة بعدما توفى في قبرص ودفن في صومعته الأولى . هذا الموقع من إحدى مواقعنا الأثرية في قطاع غزة والذي أتمنى أن يتم تسجيله ضمن قائمة التراث العالمي ب (اليونسكو).. ليس لأنني حظيت بفرصة تدريب بهذا الموقع ولكن هناك من يصل الليل بالنهار من أجل هذا الموقع..
20/11/2018


هيلاريون، الموقع ، أرضيات الفسيفساء، العناصر المعمارية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع