مدونة الشيخ / أسامة بن محمد بن عبدالوهاب المصري


الله يعلم وأنتم لا تعلمون

أسامة محمد عبدالوهاب | osama mohamed abdelwahab


30/11/2021 القراءات: 2001  


الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله ،
وبعد ،
رأيت في حياتي الكثير والكثير من الناس يتمنون أشياء كثيرة بشدة ويعملون المستحيلات حتى تكون لهم بل إن حاولت أن تقنعه بأن هذا الشيء ربما لا يريده الله لك يقول : بل إنني سأعاند القدر حتى يكون لي ، ولا يعلم المسكين أنه لن يحدث شيء في ملك الله إلا بمراد الله ،لأنه سبحانه قد قدر الأمور قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فكل ما مرَّ في حياتك وكل ما أنت فيه الآن وكل ما سيأتي في حياتك مقدر ومكتوب عند الله قبل خلق السماوات والأرض ولذلك قال : " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " واعلم أنه لن يُرفع بلاء حتى ترضى به ، فإن ابتلاك الله بأي نوع من أنواع الابتلاءات فلا بد أن ترضى به رضىً تاما حتى يخفف الله عنك ، وإن حاولت مئات المرات بل آلاف المرات أن تتغلب على القدر فلن تستطيع ولئن دعوت حتي يتغير القدر فإن الله كذلك قد كتب أنك ستدعو وبسببه سيتغير القضاء إلى كذا ،
وقد رأينا الكثير من الناس لا يرضى بقضاء الله الذي كتب له فالصغير يريد أن يكبر والكبير يتمنى لو أن عاد به العمر إلى صغره والطويل يريد القصر والقصير يريد الطول والغني يائس من حياته ولا يجد السعادة الحقيقية والفقير يتمنى لو كان غنيا والأعزب يتمنى الزواج والمتزوج يتمنى لو صار عزبا ، ومن رزقه الله بالذكور من الولد تمنى البنات ومن رزقه الله البنات تمنى الذكور من الولد ومن لم يرزق بأولاد يتمنى أن يكون له أي ولد ذكراً كان أو أنثى ، وهكذا الناس لا يقنعون أبدا بما أعطاهم الله ولو قنعوا وشكروا لوهبهم وزادهم ،
ولربما حقق لهم أمنياتهم فلم يؤدوا حقها فيخسف الله بهم كما خسف بقارون ، والأقرع ، والأبرص ،
يقول الشاب إن لم أتزوج هذه الفتاة سأموت
ويقول الطالب إن لم أدخل هذه الجامعة فستخرب حياتي
ويقول غيره إن لم يكن عندي سيارة فلن أستطيع الحياة
ويقول آخر إن لم أسافر سيحدث كذا
وهلم جرا
ولو رضي كل واحد منا بما قسمه الله له لكان أغنى الناس فإنه لا يعلم لو أخذ ما يتمناه لربما يكون فيه هلاكه ، وصدق الله إذ يقول :
" والله يعلم وأنتم لا تعلمون "


والله يعلم وأنتم لا تعلمون - الرضا بالقدر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع