مدونة: أ. كريمة أحمد عثمان الحمادي


أبناؤنا في زمن العولمة والإعلام المفتوح.

كريمة أحمد عثمان الحمادي | KARIMAH AHMED OTHMAN AL HAMMADI


07/09/2021 القراءات: 980  


أبناؤنا في زمن العولمة والإعلام المفتوح. هذا الإنسان ذو الكرامة العالية، والإيجاد المقدر منذُ الإزل، وهذه العناية الربانية، فلم يتركه هملًا ولا سدًا، بل كرمه غاية التكريم، واهتم به منتهى الاهتمام، خلقه فسواه، وقدره فهده، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى)، [الأعلى: 2-3]. هذا الخلق لهذا البشر نوع تكريم، وهذا الحفاظ عليه بإرسال الرسل، وإنزال الكتب عناية إلهية، تستحق التأمل، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، [الإسراء: 70] ثم هو ينشأ ويتربى كلٌ حسب مشربه، فقد تكون تلك المشارب شريفة سامية، وقد تكون رديئة. وهنا يأتي الفرق عندما نرى العولمة في هذا الفضاء المفتوح، فمن صفى مشربه حفظ دينه وعقله ونفسه وماله، وعرضه، فيكون نِتَائج هذا المشرب، شاب له طموحات شامخة، دينية ودنيوية...، والعكس بالعكس فمن تغذى بالرديء، ضَيَع كلياته الخمس، دخل عليه الهلاك من كل باب، والهوى من كل جانب، فَتَأْثَر وأَثْر، فكسب وأكسب غيره من السلوك؛ والسبب أنه فتح لنفسه باب الشهوات من كل حدب وصوب. قال تعالى: (فرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)، [الجاثية: 23] كيف تتصور أبناؤنا يعشون بفكر قد تلوث، ونفسية قد هَوت، ودين قد تميع، ومال مشبوه، وعرض لا يحافظ عليه، ستكون خسارة فادحة لو استمر كل أبناء الجيل على هذا الضياع. فمن هنا وجب نهضة كل مُصْلِح وفرد يشعر بهذا الخطر القادم، أن يدخل مرحلة جهاد بكل ما يستطيع، وبكل أسلوب. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ} (متفق عليه).


كن عالمًا أو متعلمًا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


العولمة و الإعلام المفتوح ... اصبح جيلا ماديا ، جيل الدنيا و اللهو و لا يهمه ان يصيب نصيبا من الآخرة . المشكلة سيدتي الفاضلة أعتقد أن الأم و الأب لا يدركون انهم يساعدون في إنشاء جيل تافه محدود مقلد مستهلك فاقد للهوية منسلخ من عروبيته و من عاداته و تقاليده . تخلت المرأة للأسف عن دورها كأم مربية ناصحة موجهة _ الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق_ . إذا فضلت المرأة العمل خارج البيت على حساب تنشئة إبنها بشخصية متزنة سوية و غرس القيم و التركيز على الجانب النفسي و المعرفي و الإيماني ... و حتى تجدها ماكثة بالبيت و لكن يهمها فقط نظافته و أكله و له أن يدخل للمواقع و عالم الانترنت حيث يشاء ... سيصبح لنا مستقبلا جيشا من الحمقى المعاقين فكريا عالة على المجتمعات ... المشكل مشكل أولياء و مشكل مراقبة مجتمعية و مشكل أجهزة الدولة ... حفظ الله الأوطان .. نأمل خيرا في المستقبل ... شكرا دكتورة ..