مدونة الشيخ / أسامة بن محمد بن عبدالوهاب المصري


وقفة مع قول الخليل : إني ذاهب إلى ربي سيهدين

أسامة محمد عبدالوهاب | osama mohamed abdelwahab


28/11/2021 القراءات: 1871  


الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله :
وبعد
إني ذاهب إلى ربي ...
قالها الخليل إبراهيم - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - بعدما نجاه الله من النار التي ألقوه فيها ، فبعدما نجاه الله من النار لم يزدادوا إلا عنادا وكفرا مع أنهم رأوا بأم أعينهم أنه قد أُلقي في النار وخرج منها سالما ولم تفعل له النار أي شيء ،وأن هذا لم يكن أبدا بفعلٍ بشري بل هو من عند الله - جل وعلا - فكان الواجب عليهم أن يؤمنوا بعدما رأوا الآيات ، ولكنه العناد والكبر والران الموجود على قلوبهم جعلهم لا يميزون بين الحق والباطل ، وهنا كان لا بد للخليل إبراهيم - عليه السلام - من وقفة، ولسان حاله يقول : طالما أنكم رأيتم الآيات واحدة تلو الأخرى على صدق رسالتي ورأيتم المعجزة بأم أعينكم ومع ذلك لم تؤمنوا فإني أعتزلكم وما تعبدون من دون الله فلا حياة لي معكم بعد اليوم " إني ذاهب إلى ربي سيهدين " وهاجر إبراهيم - عليه السلام بقلبه وعمله ونفسه إلى أرض أخرى وهي بلاد الشام كما أمره ربه - جل وعلا - حتى ينشر دعوته التي ستبلغ الآفاق يوما ما ويضيء بها الظلام الدامس الذي يعيش فيه الناس ،
إني ذاهب إلى ربي ...
كلمة عظيمة جدا عندما تضيق بك الأحوال فلتعلم أنه لا يوجد في الكون أحد تلجأ إليه وتعود إليه إلا الله سبحانه وتعالى ،
واعلم أن الذهاب إلى الله تعالى يكون بأشياء كثيرة وليس متوقفا على الهجرة فقط ، فإنك أيها العبد المسلم تستطيع أن تذهب لربك
بعملك
بصلاتك
بصيامك
بزكاتك
بقراءتك لكتابه
ببرك لوالديك
بهجرتك من مكان المعصية
بتركك من يخوض في آياته
بتركك ما نهى الله عنه
بعمل الطاعات وترك المنكرات وإقالة العثرات
فإذا ما كنت في مكان يعصى الله - تعالى- فيه فاتركه وقل : إني ذاهب إلى ربي
وإذا ضاقت بك الدنيا فتوضأ واذهب لمحرابك وأعلنها : إني ذاهب إلى ربي
وإذا أغلق كل الناس أبوابهم في وجهك فقل: إني ذاهب إلى ربي
وإذا أعرض الناس عن نصيحتك فقل : إني ذاهب إلى ربي
واعلم علم اليقين بأنك إن ذهبت إلى ربك فإنه لن يخذلك أبدا
فمتى خذل من لجأ إليه ؟؟
وهو القائل : فإني قريب
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


الهجرة الى الله


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع