مدونة د. زياد عبدالوهاب النعيمي
اللجوء في القانون الدولي العام واليات الحماية
د. زياد عبدالوهاب النعيمي | dr. ziyad abdullwahab alneamy
01/06/2020 القراءات: 5131
يشكل موضوع اللجوء اهمية من نواحي عدة واهمها من الناحية القانونية ، فقد يمر الانسان بظروف خاصة وعامة نتيجة الاضطهاد الواقع عليه بسبب العرق او الدين او الجنسية او الراي السياسي او نتيجة النزاعات المسلحة، تدفعه لمغادره بلده الاصلي واللجوء الى دولة اخرى طلبا للأمان الذي يعتبر احد الحقوق الاساسية له ..هذا اليوم ال 20 من حزيران يتم التذكير باللاجئين وقد بدا هذا القليد عام 2000 بعد قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة
الحماية الدولية للاجئ
بعد الازمات الانسانية المحدقة بالعالم نتيجة الحربين العالميتين الاولى والثانية وما نتج عنهما من اثار سلبية على الاصعدة كافة، وضعت اتفاقية 1951( اتفاقية جنيف 1951) ..او ما يعرف بقانون اللاجئين ، وبدا نفادها عام 1954 بعد ايداع الصك السادس استنادا الى المادة 43 من الاتفاقية. وتمثل الاساس القانوني للحماية الدولية لهذه الفئة التي تتزايد يوما بعد يوم . وقد تبع الاتفاقية البروتكول الخاص لعام 1967 ، عرفت الاتفاقية اللاجئ في المادة الاولى /2 بانه " كل شخص يوجد، بنتيجة أحداث وقعت قبل 1 كانون الثاني/يناير 1951، وبسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلي فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، خارج بلد جنسيته، ولا يستطيع، أو لا يريد بسبب ذلك الخوف، أن يستظل بحماية ذلك البلد، أو كل شخص لا يملك جنسية ويوجد خارج بلد إقامته المعتادة السابق بنتيجة مثل تلك الأحداث ولا يستطيع، أو لا يريد بسبب ذلك الخوف، أن يعود إلي ذلك البلد. كما عالجت الاتفاقية حالة اللاجئ وبينت وضعه القانوني بشكل مفصل .وتعاون السلطات المعنية مع الامم المتحدة.
وغني عن البيان ان اللاجئ يختلف عن النازح والمهاجر والاجنبي فلكل مركزه القانوني الخاص به ويخضع لقانون .. ولا يمكن الخلط بينهما. ويخضع اللاجئ لاتفاقية 1951 وقت السلم، اما في حالة النزاع المسلح فيخضع للقانون الدولي الانساني وتحديدا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 المعنية بحماية المدنيين ، كذلك البروتوكول الاضافي الاول لعام 1977 اذا كان النزاع المسلح دوليا ، اما اذا كان النزاع غير ذات طابع دولي فان اللاجئ يخضع لأحكام المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف الاربع لعام 1949 والبروتكول الاضافي الثاني لعام 1977..
اليات الحماية
لم تكتف الدول بالاتفاقية الدولية والبروتكول بل وضعت اليات لتنفيذها امتدت جهودها منذ عام 1863 ( اللجنة الدولية للصليب الاحمر ICRC وفي اعقاب الحرب العالمية الاولى وتأسيس عصبة الامم عام 1919 تشكلت في ظل العصبة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الروس عام 1921 اما في ظل الامم المتحدة فقد تشكلت منظمة اللاجئين الدولية عام 1946 اما في عام 1949 فقد تم تاسيس المفوضية السامية لشؤون للاجئين UNHCR.
ان مشكلة اللجوء تتزايد اليوم تزايدا مضطردا مع ما يشهده العالم من نزاعات خصوصا (غير ذات طابع دولي) أي النزاعات المسلحة غير الدولية ما يدعو الى ضرورة وجود حلول جذرية لمشكلة اللجوء، لما له من تأثيرات انسانية كبيرة وابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية على الدول المضيفة والعبء الواقع عليها نتيجة تزايد الاعداد بشكل عام ..
اللجوء- القانون الدولي العام- اليات الحماية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
بارك الله في جهودك دكتور، لو تسمح ممكن نضيف فئة " اللاجئين البيئيين " ، وهم الذين يضطروا للنزوح داخل البلد أو اللجوء خارجه بسبب التلوث البيئي الناجم إما عن اسباب تغير المناخ أو الكوارث الطبيعية، أو التلوث الناجم عن الحروب والنزاعات المسلحة التي تستهدف عناصر البيئة بشكل يمنع الحياة في تلك الأماكن، مما يضظر السكان للرحيل ، وهذا النوع بدأ يزداد على المستوى العالمي مما يستوجب تعديل على الاتفاقية الدولية لحماية اللاجئين لسنة 1951 بإعتبار تشكل الاساس القانوني الدولي الذي ينظم مسائل اللجوء وإضافة التلوث البيئي كسبب من الاسباب الموجبة للجوء...
الله يسلمك ويبارك بيك حقيقة هناك فرق بين مصطلح اللجوء والنزوح فاللجوء ، عملية انتقال الى خارج حدود الدولة وتغير المركز القانوني للفرد من مواطن الى لاجئ ، اما النازح فهو الشخص الذي ينتقل من داخل مدينته الى مدينة او منطقة اخرى قريبة او بعيدة ضمن حدود دولته ومركزه القانوني لايتغير فهو مواطن في اي مكان يحل بها . بالنسبة للنزوح البيئي او اللجوء البيئي فهذا صحيح وكلامك دقيق فالكثير من موجات النزوح حدث نتيجة التغييرات البيئية والتاثيرات السلبية على الانسان مثل تلوث المياه ..ندره المياه.. الزلازل الفيضانات الكوارث الطبيعية عموما .. لدي بحثين في حماية البيئة البرية والبحرية منشورين في المجلات المحكمة حول هذا الموضوع وكذلك هناك بحثين حول اللجوء واسبابه والنزوح واسبابه ، كما اني ساقوم قريبا باصدار كتاب حول اللجوء والنزوح واسبابهم ومن ضمنها التلوث البيئي شكرا لك ..ولاثرائك الصفحة بتعليقك .. تحياتي لك د. زياد عبدالوهاب النعيمي استاذ القانون الدولي العام المساعد [email protected]
بالتوفيق دكتور...
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة