مدونة د . محمد ابراهيم حسن عثمان
معجم جمهرة اللغة نموذج للإبداع
د . محمد ابراهيم حسن عثمان | Dr.Mohamed Ibrahim Hassan Othman
25/11/2020 القراءات: 4332
تكلمنا قبل ذلك عن أدب وخلق ابن دريد مع العلماء وعن مدحه في الخليل بن أحمد مع مخالفته وجانب من إبداعه ، ونكمل الحديث عن معجم جمهرة اللغة : ما يمتاز به معجم جمهرة اللغة : 1-اهتم ابن دريد باللغات اهتماماً كبيراً، فقد حشد الكثير من المرويات للهجات القبائل، وذكر لهجات من البحرين والحجاز، والشام، والعراق، والمدينة، ومكة، ونجد، ووجه عناية خاصة للغة اليمن. 2- ويجـد القارئ لهذا المعجم متعة في التعرف على أصول الكلمات هل هي عربية أو غيـر عربية إذ كان يتوقف عند الألفاظ المعربة والدخيلة، حيث ينبه في بعض الأحيان إلى أن اللفظة حبشية أو رومية أو سريانية أو عبرية أو نبطية أو فارسية. وعقد لهذا الدخيل فصلاً خاصاً سماه ” باب ما تكلمت به العرب من كلام العجم حتى صار كاللغة" . 3-أكثر من الشواهد وآراء اللغويين، وكان يذكر الشواهد الشعرية دون نسبتها الى قائلها، واستشهد بالمأثور من كلام العرب واستشهد بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. وكان يشرح أحياناً الشواهد الشعرية ويعلق عليها، وكان له أحياناً تعليق خاص على بعض الشواهد” مما يجعلنا نوقن أن ابن دريد لم يقتصر في كتابه على العين، بل رجع إلى كتب لغوية أخرى، ولذلك ليس من المقبول طعن نفطويه على ابن دريد . 4-يحوي كتاب الجمهرة آراء نحوية وصرفية وصوتية كثيرة. 5-اعتمد على الخليل كثيراً في مروياته اللغوية، ولكنه كان ناقداً لغوياً، يحسن الاختيار، ويقف على مواد أهملها الخليل وأثبتها ابن دريد مثل مادة "معس" . . قيمة الجمهرة: يعتبر كتاب الجمهرة لابن دريد من المصادر المهمة في اللغة ولذلك توقف الكثير من الباحثين عند هذا المعجم، ومعظمهم أشادوا به والبعض الآخر حاول تمحيصه، فيقول بعضهم" إذا وضع كتاب الجمهرة في ميزان النقد رجحت، من غير شك، كفة مزاياه، وأمكن كذلك التجاوز عن بعض ما به من الارتباك". والكتاب يشهد بقدرة ابن دريد اللغوية، وسعة باعة وقدرته على الحفظ والاستيعاب، مع الدقة والضبط، وأمانة الرواية عن العلماء. وقد عبر عن جميع ذلك العلماء الذين استفادوا من الجمهرة، واعتبروها من الكتب اللغوية القيمة الجديرة بأن توضع في ثبت المراجع مع محكم ابن سيده ، وصحاح الجوهري، ومجمل ابن فارس وغير ذلك من المعاجم. وأما أسباب التكرار والخلط الذي وقع فيه ابن دريد في معجمه فيعود إلى كثرة التفريعات في التبويب، ويعود أيضاً إلى أنه كان يملي هذا المعجم إملاءً دون الاعتماد والنظر في شيء من الكتب إلا في باب الهمزة واللفيف. يقول ابن دريد نفسه: " وَإِنَّمَا أملينا هَذَا الْكتاب ارتجالاً لَا عَن نُسْخَة وَلَا تخليد فِي كتاب قبله، فَمن نظر فِيهِ فليخاصم نَفسه بذلك فيعذر إِن كَانَ فِيهِ تَقْصِير أَو تَكْرِير إِن شَاءَ الله" واهتم العلماء بالجمهرة وقامت حوله دراسات كثيرة منها “فائت الجمهرة” لأبي عمر الزاهد (ت 345 ه) “وجوهرة الجمهرة” للصاحب ابن عباد (ت 995م) و”نظم الجوهرة” ليحيى بن مقط ابن عبد النور الزواوي (ت 1231م) و”مختصر الجمهرة” لشرف الدين محمود بن نصر الله الأنصاري الشاعر (ت 1232) كما وضع أبو العلاء المعري كتاباً في شرح شواهد الجمهرة. لكن هذه الدراسات فقدت جميعاً،
يمتاز ، شواهد ، لهجات ، ابن دريد
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع