مراكز الأرشيف ودورها في حفظ الذاطرة الوطنية
16/12/2019 القراءات: 15905 الملف المرفق
يعد حفظ الأرشيف العملية الأساسية التي تشكل حجر الزاوية لإنشاء المؤسسات الأرشيفية، ولهذا عملت الدول في العالم على تشييد العديد من المباني منها ما هو مستقل كالأرشيفات الوطنية التي تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلالية المالية، ومنها ما هو ملحق بالإدارات العمومية والخاصة والمؤسسات وتكون مهمتها الحفظ المؤقت للأرشيف، هذه الملحقات عبارة عن مصالح للأرشيف عبر كامل الإدارات بهدف تسيير الأرشيف وحفظه وإتاحته عند الطلب" ،وتعتبر مراكز الأرشيف خزائن للتاريخ كونها مجمع للخبرات والتجارب التي لابذّ من معرفتها والرجوع اليها من حين لآخر للسّير بالإدارة والحكومة الى طريق الصواب. وقد أقدمت العديد من مراكز الأرشيف على صياغة سياسات حفظ مدمجة ضمن استراتيجيات عامة لضمان تسييرها ، وذلك بمراعاة أهداف المركز ونوعه سواءا كان مركز حفظ وطني أومراكز حفظ ولائية، أومراكز حفظ مؤقتة على مستوى الإدارات المنتجة للأرشيف، واحتياجات المستفيدين وفئاتهم، وأهمية الأرصدة الأرشيفية المحفوظة على مستواه. والارشيف الوطني الجزائري من بين المهام التي يضظع بها هي رصد وجمع واقتناء الارصدة الارشيفية مهما كان نوعها عن طريق المركز الوطني للأرشيف وهذا طبقا للمادة 19 من القانون 88-09 التي تنص على أنّ مهمة مؤسسة الأرشيف الوطني هي: إستلام وحفظ وتصنيف وفتح الأرشيف الى السلطات والهيئات والباحثين والى كل شخص يقدم طلبا، وتحدد إنشاء وصلاحيات المؤسسة المكلفة بالأرشيف الوطني وإجراءات الإطلاع عن طريق التنظيم، والمادة 20 من نفس القانون التي تؤكد على أن تسهر المؤسسة المكلف بالارشيف وهيئاتها على تأسيس التراث الارشيفي الوطني وبإمكانها الحصول على تبرعات، ووصايا الأرشيف، تكمن أهمية الوثائق الأرشيفية في قيمة المعلومات التي يحتويها سواء من الناحية الإدارية أو الإقتصادية والدور الذي يلعبه في حياة الأفراد والجماعات داخل الدول، وتبنى عليه الدراسات الجامعة الأكاديمية لأن معلوماته موثقة لا تحمل الشك وإن كان المجال الأكثر إستعمالا هو المجال التاريخي والإداري.وإنّ باقي الفروع العلمية تحتاج للمعلومات الموجودة بمصالح الأرشيف، كدراسة حركة السكان، العمران، النشاط الصناعي والفلاحي والحياة الاجتماعية والسياسية. فلطالما كان هناك تساؤلات عن أدوار الأرشيف؟ فيم يفيد؟ وما هي أبرز أسباب احتياجنا إليه؟ وفي هذا السّياق، تنوعت الأجوبة وكثرت الفرضيات، وخلص بعضها إلى نتيجة مفادها:لا بد من الأرشيف لكتابة التّاريخ، ويؤكد نابليون بونابرت ذلك بقوله: "الأرشيف الجيد أكثر أهمية في نظر الدّولة من جنرال في الجيش"، وكيف لا؟ وهو يوثق إنجازاتها ويحمل لسان حالها إلى الأجيال اللّاحقة، والأرشيف عالم أيضًا له محدداته فهو يشغل مساحة كبيرة ولا يمكننا الوصول إليه من دون إذن أو ترخيص، فالعودة إلى الأرشيف هي عودة إلى الجذور.مراكز الأرشيف ودرها في تسويق المعلومات وتثمين الأرشيف: يقوم مفهوم تسويق المعلومات على دراسة حاجات المستفيدين ورغباتهمم، ثم إنتاج السلع من فهارس، ببليوغرافيات، كشافات، قواعد بيانات، إلخ والخدمات التي تؤدي إلى إشباع تلك الحاجات والرغبات، إضافة إلى عملية تسعير هذه السلع وتوزيعها وترويجها وإيصالها إلى المستفيدين.وتسويق المعلومات يعني أيضا تقديم المعلومات الصحيحة للشخص المناسب، في الوقت المناسب، وبالسعر المناسب، بهدف تلبية احتياجات المستفيد ورغباته. و التثمين في الأرشيف يضمن لمصلحة الأرشيف شهرة يمكن من خلالها التعريف بالأرصدة الأرشيفية وتنمية الأرشيف وتطوير الخدمات المقدمة".فالهدف الأساسي من التثمين هو الرقي بالمهنة الأرشيفية وإبراز قيمة المؤسسات الأرشيفية كمؤسسات فاعلة في الدولة، إضافة إلى أهداف أخرى نذكرها التالي: التعريف و التشهير بالإرث الثقافي المحفوظ داخل مراكز الأرشيف و زيادة الحس بأهمية الأرشيف في حفظ ذاكرة الشعوب و فتح أفاق جديدة أمام الباحثين و المؤرخين ، وحماية الأرشيف من الاندثار والنسيان" و تغيير النّظرة السلبية المحتقرة للأرشيف و تعريف المستفيدين بالأساليب والوسائل المتاحة للإطلاع على الوثائق الأرشيفية.تتلخص مهمة الأرشيفي في جمع، حفظ واستغلال الوثائق التي تعبر عن تاريخ الأمة، ويساهم في تكوين وتثمين التراث الوطني وتقديم المادة المعلوماتية الأولية اللازمة للمؤرخين والباحثين حاضرا ومستقبلا، وفي ظل تطوّر جمهور المستعملين للأرشيف وتناميه بإستمرار وتنوع مطالبه أصبح من المفروظ على الأرشيفي القيام بواجبين هما: أولا التسيير الفعال للأرصدة الأرشيفية المحفوظة ، أما ثانيا إتاحة المعلومات بسرعة.
الأرشيف - الذاكرة الوطنية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع