الإعلام صوت الشعب لا الحاكم
د. محمود محمد القيسي | Mahmood Mohammed Alqaisi
19/10/2019 القراءات: 4315
الازدواجية في الطرح والحرية العَبثية والتقارير المغلوطة والتحشيد غير الموجه واللامنطقي في التعامل مع الأزمات وإقصاء المخالفين، كلها نعوت أصبحت تصف واقع حال معظم وسائل الإعلام.
ورغم أنّ الصحافة والإعلام المُسيّس هو حال أغلب المؤسسات الإعلامية إلا أنّ ذلك المعنى والغاية التي دعى لها يوما مصطفى أمين: (أن تقول للحاكم ما يريده الشعب، لا أن تقول للشعب ما يريده الحاكم) ظلت غاية بعيدة المنال وكلما اقتربنا لتحقيق خطوة نحو النهوض بواقع الإعلام عاد المُطبلون للحكام والأحزاب الحاكمة أو القوية يديرون الدفة لصالحهم متناسين مهمتهم السامية في أنهم من المفترض أن يكونوا صوت الشعب والجماهير الكادحة الذين لا يستطيعون الوصول للحاكم لا أن يكونوا صوت الحاكم المُتجبِّر الذي يتحكم بمقدراتهم وحياتهم.
على الرغم من أنّ الفضاء الإلكتروني أصبح ساحة مفتوحة يمكن من خلالها أن يشارك كل أفراد الشعب في قول ما في جعبتهم، إلا أنّ بضع كلمات من باحث وأكاديمي وإعلامي معروف لها من الأهمية بمكان من الآف الصفحات التي يسودها الفقراء والمطحونون، تعضدهم لغتهم التي طوروها وصلاتهم بالحكومة والحاكم وقبولهم على المستوى العام، لذلك فهم يتحملون وزر تقصيرهم نحو المجتمع الذي خرجوا منه ولن يشفع لهم القول بأنهم مأمورون أو (لا يستطيعون).
الإعلام مهنة سامية وظهور العلماء والأكاديميين والإعلاميين يجب أن يخضع لمعايير أخلاقية يكون هدفها الأسمى نقل وإظهار ما يجهله الحاكم عن شعبه لا تزوير الحقائق وزيادة التجهيل والتغييب للوعي الشعبي فنتائج ذلك ستأخذ الجميع في طوفانها القادم.
اعلام، صحافة، تلفزيون، الشعب، وسائل التواصل الاجتماعي، السياسة، العراق، الدول العربية، العالم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع