مدونة أ.م.د. عبادي عبدالعباس حمود الزيادي
إبليس يتربع على عرش العبادات
أ.م.د. عبادي عباس حمود الزيادي | Dr.Ebadi Abdul Abbas Hammoud Al-Ziyadi
28/12/2022 القراءات: 2007
إبليس يتربع على عرش العبادات:
قال تعالى:{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}من أصعب الأشياء هي تغيير الأفكار التي يرعاها إبليس، ولاسيما الإشراك بالله ، وجعل ما تعبده هو من يوصلك لطريق النجاة ، فكثيرٌ من يظن أنَّ الموبقات هي الزنى أو السرقة او شرب الخمروما شاكل ، لكن الإسلام حين بدأ، لم يبدأ بمحاربة هذه الأشياء لأنَّها قشور ، فبدأ بمحاربة اللب وهو عبادة الأصنام والآلهة من دون الله آنذاك، فكثيرٌ من الناس يظن أن ما يقوم به من عبادات هي برضى الله ، ولكن لو رجع للقرآن وتفحص ألفاظ الشرك ، وعبادة من هم دون الله ، لعرف أن إبليس راكبه وهو يعبد غير الله بحجة عبادة الله ، ولكن الله نهى أن يعبد غيره حتى يوصله إلى الله .لذلك قال تعالى :﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ [الفرقان: 73] ، إذن الله سبحانه وتعالى لايرضى من عبادة على عمى ، بل يطلب التأكد من صحة العبادة، هل هي لله فعلا، أو أن إبليس هو من يسيرنا ، ويزين الأمور لنا ويجعلنا نشعر كأننا نعبد الله، ونحن نعبد من هم دونه .لذلك قال تعالى عن لسان إبليس ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣) ﴾ [ص: 82-83]، ولاحظوا القسم فحتى إبليس يقسم بعزة الله ، ولكن أهل الجاهلية كانوا يقسمون بهبل واللات والعزى ، فإذن الإنسان تخطى حتى عصيان إبليس وأطاعه إطاعة عمياء في عبادته بحجة أنَّهُ يتقرب لله زلفى﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3] ، ومن العبادات التي أكد عليها الباري هي الدعاء وطلب أن ندعوه وحده ، ولكن أهل الجاهلية كانوا يدعون (هبل ، واللات ، والعزى) وذلك بقوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60] ، وفي آية أخرى قال تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الأنعام 40. فالمطلوب هو التركيز على عبادة الله وترك غيره مهما كبر اسمه عندك أو في مخيلتك ، لأنها عبادة إبليسية وهي من يزينها إبليس لمطيعيه وعباده هو وليس الله سبحانه وتعالى.
العبادة ، الله ، إبليس
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع